للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فوفق لنا) بضم الواو وكسر الفاء المشددة أي جعل وفقا لنا، وهو من الموافقة، وهي لفظة تدل على صدفة الاجتماع والالتئام وفي بعض الروايات "فوافق لنا" بزيادة ألف، أي فوافقنا بمعنى صادفنا.

(داخلا المسجد) "داخلا" حال من عبد الله، والمراد من المسجد: المسجد الحرام بمكة

(فاكتنفته أنا وصاحبي) حميد بن عبد الرحمن أي صرنا في ناحيتيه فقوله: "أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله" تفسير لاكتنافهما.

(فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي) أي يسكت ويفوضني في الكلام، لإقدامي وجرأتي وبسطة لساني كما جاء في بعض الروايات.

(أبا عبد الرحمن) بتقدير حرف النداء والنداء بالكنية من مظاهر الإكبار والاحترام.

(إنه قد ظهر قبلنا ناس) اسم "إن" ضمير الحال والشأن و"قبلنا" بكسر القاف وفتح الباء بمعنى جهتنا بالبصرة.

(ويتقفرون العلم) بتقديم القاف على الفاء، ومعناه: يطلبونه ويتتبعونه، وروي بتقديم الفاء على القاف، ومعناه: يبحثون عن غامضه ويستخرجون خفيه، وروي "يتقفون" بتقديم القاف وحذف الراء، ومعناه: يتتبعون، وروي "يتقعرون" أي يطلبون قعره، وروي "يتفقهون" من الفقه والفهم والكل صحيح المعنى، وإنما عظم يحيى بن يعمر شأن القدرية ووصفهم بالاجتهاد في العلم والتوسع فيه للمبالغة في استدعاء ابن عمر استفراغ الوسع في النظر فيما يزعمون، لأن أقوال الأغبياء قد لا يهتم العلماء بدفعها، ويكتفون في ردها بأقل جواب وليقدر ابن عمر انخداع الناس بهم وتأثرهم والاستجابة لهم ليصدر الفتوى الرادعة التي تحول بين الناس وبين هذا الكفران.

(وذكر من شأنهم) هذا من كلام بعض الرواة بعد يحيى، ومفعول "ذكر" محذوف تعظيما له بالإبهام والمعنى ذكر يحيى من شأنهم في البحث عن العلم شيئا عظيما، أو الحذف للتعميم لتذهب النفس فيه كل مذهب، أو الحذف لصون اللسان عن ذكره بمعنى: وذكر من شأنهم في الابتداع ونفي القدر ما يصان اللسان عن ذكره ويصح أن تكون "من" زائدة و"شأنهم" مفعول به على رأي بعض النحاة في جواز زيادة "من" مع المجرور المعرفة وبدون سبق نفي أو شبهة.

(وأنهم يزعمون أن لا قدر) يصح عطفه على مفعول "ذكر" فهو من كلام بعض الرواة دون يحيى، ويصح أن يكون من كلام يحيى، فيكون معطوفا على "يقرءون القرآن" وتكون جملة "وذكر من شأنهم" معترضة بين المتعاطفين، وأصل الزعم على التحقيق مصدر زعم إذا قال قولا حقا أو كذبا أو غير موثوق به، فمن الأول حديث "زعم جبريل" والذي معنا من الثاني ومنه قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} [التغابن: ٧] و"أن" في قوله "أن لا قدر" مخففة من الثقيلة،

<<  <  ج: ص:  >  >>