للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإذا حذفتا جاز إطلاقه على غيره، فيقال. رب المال، ورب الدار، ونحو ذلك. والعالمون جمع عالم، وليس للعالم واحد من لفظه. واختلف العلماء في حقيقته، فقال المتكلمون من أصحابنا وغيرهم من المفسرين وغيرهم: العالم كل المخلوقات. قال جماعة: هم الملائكة والجن والإنس، وقيل: بنو آدم خاصة. وقال آخرون: هو الدنيا وما فيها، ثم قيل: هو مشتق من العلامة، لأن كل مخلوق علامة على وجود صانعه. وقيل: من العلم، فعلى هذا يختص بالعقلاء.

(اللَّهم أنت الملك) أي القادر على كل شيء المالك الحقيقي لجميع المخلوقات.

(وأنا عبدك) أي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ في.

(ظلمت نفسي) أي اعترفت بالتقصير. وقدمه على سؤال المغفرة أدبًا كما قال آدم وحواء: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: ٢٣].

(اهدني لأحسن الأخلاق) أي أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به.

(واصرف عني سيئها) أي قبيحها.

(لبيك) قال العلماء: معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، يقال: لب بالمكان لبًا، وألب إلبابًا، أي أقام به، وأصل "لبيك" لبين لك، فحذفت النون للإضافة.

(وسعديك) قال الأزهري وغيره: معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد متابعة.

(والخير كله في يديك والشر ليس إليك) قال الخطابي وغيره: هذا من إضافة محاسن الأمور إليه تعالى دون مساويها، وقوله: "والشر ليس إليك". مما يجب تأويله، لأن مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها، وحينئذ يجب تأويله، وفيه خمسة أقوال أحدها: معناه لا يتقرب به إليك. والثاني: معناه لا يضاف إليك على انفراده، لا يقال: يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحو هذا، وإن كان خالق كل شيء ورب كل شيء، وحينئذ يدخل الشر في العموم. والثالث: معناه الشر لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. والرابع: معناه والشر ليس شرًا بالنسبة إليك، فإنك خلقته بحكمة بالغة، وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين. والخامس: أنه كقولك: فلان إلى بني فلان، إذا كان عداده فيهم أو صفوه إليهم.

(أنا بك وإليك) أي التجائي وانتمائي إليك وتوفيقي بك.

(تباركت) أي استحققت الثناء. وقيل: ثبت الخير عندك. وقال ابن الأنباري: تبارك العباد بتوحيدك.

(ملء السموات وملء الأرض) هو بكسر الميم وبنصب الهمزة بعد اللام ورفعها، واختلف في الراجح منهما، والأشهر النصب، ومعناه حمدًا لو كان أجسامًا لملأ السموات والأرض لعظمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>