للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[المباحث العربية]-

(عن زر) زر بن حبيش من المعمرين، أدرك الجاهلية، ومات سنة اثنتين وثمانين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وهو كوفي.

(والذي فلق الحبة) يقسم علي بالله الذي شق الحبة وأخرج منها النبات.

(وبرأ النسمة) "برأ" بمعنى خلق، والنسمة هي الإنسان، وقيل: هي النفس.

(إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي) اسم "إن" ضمير الحال والشأن، و"عهد" مبتدأ، و "إلي" جار ومجرور متعلق بعهد.

(أن لا يحبني إلا مؤمن) "أن" حرف مصدري ونصب و"لا" نافية والفعل منصوب بأن و"إلا" ملغاة و"مؤمن" فاعل "يحب" والمصدر المنسبك من "أن" والفعل خبر "عهد" وجملة المبتدأ والخبر خبر "إن" والتقدير: إن الحال والشأن عهد النبي صلى الله عليه وسلم عدم حب غير المؤمن لي وبرفع النفي والاستثناء يكون المعنى: عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي حب المؤمن لي.

(ولا يبغضني إلا منافق) "يبغضني" بضم الياء من أبغض الرباعي، والفعل منصوب عطفا على "يحبني".

وصيغة العهد الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.

فحول علي - كرم الله وجهه- الرواية من أسلوب الخطاب إلى المتكلم والمعنى واحد.

-[فقه الحديث]-

لم يرد في حق أحد من الصحابة مثل ما ورد في مناقب علي -كرم الله وجهه- لا لزيادته على أبي بكر مثلا في الفضائل، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه فقال: أبو بكر، وورد عنه قوله: "لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا".

ولكن السبب في كثرة ما ورد بالأسانيد الصحيحة في حق علي، ويرجع إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخشى عليه مما وقع له من بعده - وهذا علم من أعلام النبوة- وأعلام النبوة لا شك فيها، فقد أخبر عن الفتن ووقعت كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فكأنه صلى الله عليه وسلم علم بطريق الوحي أن عليا سيخرج عليه كثير من المسلمين، وسيتهمونه بما هو منه بريء، فدعا صلى الله عليه وسلم إلى محبته، وحذر من بغضه - كرم الله وجهه- وساعد على انتشار ما ورد تأخر حياة علي، وحرص شيعته على الرفع من شأنه وتعصبهم له في مقابل تعصب مخالفيه ضده.

<<  <  ج: ص:  >  >>