للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى امتلأت الصفة" -أي البهو الواسع- "والحجرة" ..... "فقال لي: يا أنس. ارفع" -أي ارفع التور- "فرفعت. فما أدري حين وضعت" -التور- "كان" -ما فيه- "أكثر؟ أم حين رفعت".

وقد استشكل القاضي عياض ما وقع في هذا الحديث من أن الوليمة بزينب بنت جحش كانت من الحيس الذي أهدته أم سليم، والمشهور من الروايات أنه صلى الله عليه وسلم أولم عليها بالخبز واللحم، وظن القاضي عياض أن هذا وهم، وتركيب قصة على قصة أخرى، ورد عليه القرطبي بأن لا مانع من الجمع بين الروايتين، ولا وهم، فلعل الذين دعوا إلى الخبز واللحم، فأكلوا حتى شبعوا، وذهبوا لم يرجعوا ثم جاء أنس بالحبيسة فأمر بأن يدعو ناسا آخرين ومن لقي فدخلوا فأكلوا أيضا حتى شبعوا، قال الحافظ: وهو جمع لا بأس به، وأولى منه أن يقال: إن حضور الحبيسة صادف حضور الخبز واللحم، فأكلوا كلهم من كل ذلك.

(وبقي رجال يتحدثون في البيت) في الرواية الرابعة تفصيل، ففيها "دعا القوم، فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم. قال: فقعد ثلاثة .... " وفي الرواية الخامسة تفصيل لمجيئه وعودته مراراً، وفي الرواية السادسة وصف لوضع زوجته "وزوجته مولية وجهها إلى الحائط" قال النووي "وزوجته" بالتاء، وهي لغة قليلة، تكررت في الحديث والشعر والمشهور حذفها.

(فما أدري؟ أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا؟ أو أخبرني؟ ) في الرواية الرابعة "فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا" وكذا في رواية للبخاري، فوقع الجزم بأنه الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الرواية الخامسة "ثم ظن أنهم قد خرجوا "قال الحافظ: هو محمول على أنه كان يذكره، ثم عرض له الشك فكان يشك فيه، ثم تذكر، فجزم. اهـ ويمكن القول بأنهما توافقا. رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهم أنهم خرجوا في الوقت الذي جاء فيه أنس يخبره بخروجهم، فكل منهما أخبر الآخر، وكل منهما سابق الآخر في الإخبار.

(وانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب) أي ونزلت آية الحجاب، أو الأمر بالحجاب. وفي الرواية الرابعة "فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه" وفي الرواية السادسة "وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل، وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيراً حتى خرج علي وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأهن على الناس" وفي رواية للبخاري "فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب" -بضم الهمزة وسكون السين وضم الكاف وفتح الفاء المشددة، أي عتبته "أرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب.

(أنا أحدث الناس عهداً بهذه الآيات) أي أقربهم عهداً بنزولها، أي أول من علم بها من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>