للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقيد به الجمل. ثم تقدم يتغدى مع القوم. وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة في الظهر وبعضنا مشاة. إذ خرج يشتد فأتى جمله فأطلق قيده ثم أناخه وقعد عليه فأثاره فاشتد به الجمل فاتبعه رجل على ناقة ورقاء. قال سلمة: وخرجت أشتد فكنت عند ورك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقال "من قتل الرجل؟ " قالوا: ابن الأكوع قال "له سلبه أجمع".

-[المعنى العام]-

أحل الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وللمسلمين المقاتلين غنائم الكفار تشجيعا لهم على الجهاد وإرهابا لمن حارب الله ورسوله فكانت تقسم أخماسا أربعة أخماسها للمقاتلين للراجل سهم وللفارس سهمان سهم له وسهم لفرسه وخمسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصرفه في المصارف التي شرعها له الله.

أما الفيء وهو الغنائم التي يمنحها الله للرسول صلى الله عليه وسلم بدون حرب من المسلمين وبدون إيجاف خيل أو ركاب فهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي منها من يشاء من المصارف التي ذكرها الله تعالى وزيادة في تشجيع المجاهدين للمسارعة إلى الجهاد والمخاطر والفداء شرع للقاتل الذي يقتل كافرا محاربا خرج لقتال المسلمين شرع للقاتل أن يأخذ سلبه وما معه من سلاح أو خيل أو ناقة أو ثياب ثمينة أو أمتعة أو ذهب أو فضة.

وكان لهذا التشريع أثره وإن كان المسلم يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لكن المكافأة المالية ترغب في العمل وتدفع إليه بحكم الطبيعة البشرية وإن شئت فقل: إعطاء القاتل سلب القتيل نتيجة ومكافأة وليس هدفا ودافعا للمؤمن الذي يبتغي بذلك الجهاد وجه الله.

هذا أبو قتادة بعد أن ولى وفر في غزوة حنين مع الفارين ورجع مع الراجعين رأى فارسا من المشركين يركب على رجل من المسلمين يقتله فأسرع إليه فضربه بالسيف على رقبته فقتله وبعد المعركة وانتصار المسلمين وجمعهم لغنائم هوازن الكثيرة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قتل قتيلا وله شاهد يشهد له بأنه وحده الذي قتله فله سلبه فقال أبو قتادة للجيش: من يشهد لي أنني القاتل للرجل الذي فعل كذا وكذا فقال صحابي أن أشهد وسلب هذا المقتول عندي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه.

وذاك الصبي معاذ بن عمرو بن الجموح يقتل أبا جهل في غزوة بدر الكبرى فيعطيه النبي صلى الله عليه وسلم سلبه.

وهذا اليمني الحميري يقتل مشركا في غزوة مؤتة فيتوقف خالد بن الوليد قائد المعركة في

<<  <  ج: ص:  >  >>