للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلفهم وقرئ "مردفين" بفتح الدال أي مردفين بالمؤمنين فيكون الملائكة في المقدمة أو جعلهم الله مردفين للمؤمنين فيكون الملائكة في مؤخرة الجيش.

والتنصيص على الألف هنا لا ينافي الثلاثة آلاف الواردة في قوله تعالى {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون* إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} [آل عمران: ١٢٣، ١٢٤] ولا ينافي الخمسة آلاف الواردة في قوله تعالى {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} [آل عمران: ١٢٥] لأن معنى "مردفين" يردفهم غيرهم ويتبعهم ألوف أخر مثلهم قال الربيع بن أنس: أمد الله المسلمين بالألف ثم صاروا ثلاثة آلاف ثم صاروا خمسة آلاف ومعنى "مسومين" بفتح الواو أي معلمين قيل: كانت علامتهم الصوف الأبيض وقيل: العهن الأحمر وقيل: عمائم حمر وقيل: عمائم سود و"مسومين" بكسر الواو أي معلمين أنفسهم أو معلمين خيولهم في نواصيها.

(إذ سمع ضربة بالسوط فوقه) أي فوق المشرك الذي أمامه.

(وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم) أي وسمع صوت الفارس الضارب -وهو لا يراه- يقول لفرسه: أقدم يا حيزوم. قال النووي: "حيزوم" هو بحاء مفتوحة ثم ياء ساكنة ثم زاي مضمومة ثم واو ثم ميم قال القاضي: ووقع في رواية "حيزون" بالنون والصواب الأول وهو المعروف لسائر الرواة والمحفوظ وهو اسم فرس الملك وهو منادى بحذف حرف النداء وأما "أقدم" فضبطوه بوجهين أصحهما وأشهرهما -ولم يذكر ابن دريد وكثيرون أو الأكثرون غيره- أنه بهمزة قطع مفتوحة وبكسر الدال من الإقدام قالوا: وهي كلمة زجر للفرس معلومة في كلامهم والثاني بضم الدال وبهمزة وصل مضمومة من التقدم.

(فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه) الخطم بالخاء الأثر على الأنف. يقال: خطمه بفتح الطاء يخطمه بكسرها أي ضرب خطمه بسكونها والخطم بسكون الطاء الأنف ويقال: خطم أنفه أي جعل عليه خطاما والخطام الزمام وما وضع على خطم الجمل ليقاد به والمعنى هنا أن المشرك الذي وقع بضربة من سوط الملك كان أنفه مجروحا ووجهه مشقوقا من أثر الضربة أو من أثر شيء يشبه الضربة و"خطم" بضم الخاء وكسر الطاء مبني للمجهول و"أنفه" نائب فاعل.

(فاخضر ذلك أجمع) أي انقطع الأنف والوجه أجمع وتشوه كل منهما يقال: اخضره أي قطعه واستأصله.

(ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ ) بضم الهمزة وعند أحمد والترمذي والحاكم "لما كان يوم بدر جيء بالأسارى وفيهم العباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟

(هم بنو العم والعشيرة) بالجر أي وبنو العشيرة وعشيرة الرجل بنو أبيه الأقربون وقبيلته

<<  <  ج: ص:  >  >>