للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أبكي للذي عرض على أصحابك) اللام للتعليل وعائد الصلة محذوف والتقدير: أبكي من أجل الذي عرضه على أصحابك والمقصود من أصحابه أبو بكر ومن وافقه رضي الله عنهم وفي رواية "أبكي على أصحابك".

(لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) أي لقد رأيت ما كان سيحل بهم من العذاب الدنيوي الذي كان قريب الوقوع بهم قرب هذه الشجرة لولا كتاب من الله سبق إثباته في اللوح المحفوظ وهو أن لا يعذب قوما على فعل قبل أن يبين لهم حكمه أمرا أو نهيا لمسهم العذاب العظيم.

(ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) أي ما صح وما استقام لنبي من الأنبياء أن يكون له أسرى حتى يبالغ في القتل ويكثر منه حتى يذل الكفر ويضعف حزبه ويعز الإسلام ويرفع أهله وأصل معنى الثخانة الغلظ والكثافة في الأجسام ثم استعير هنا للمبالغة في القتل والجراحة لأنها لمنعها من الحركة صيرته كالثخين الذي لا يسيل وقرئ "يثخن" بفتح الثاء وتشديد الخاء المكسورة للمبالغة في المقاتلة.

{تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة} وثوابها لكم.

{فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} فأحل الله الغنيمة لهم روي أنه لما نزلت الآية الأولى كف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيديهم عما أخذوا من الفداء فنزلت هذه الآية فالمراد "مما غنمتم" إما الفدية وإما مطلق الغنائم والمقصود ما اندرج فيها من الفدية وإلا فحل الغنائم قد علم سابقا من قوله سبحانه {واعلموا أنما غنمتم} إلخ أي لا أؤاخذكم بم أخذتم من فداء فكلوه أكلا حلالا طيبا.

-[فقه الحديث]-

نزول الملائكة في ساحة القتال يوم بدر ثابت بالقرآن الكريم والأحاديث الكثيرة البالغة حد الشهرة فالقرآن الكريم يقول {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين* وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم* إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام* إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} [الأنفال: ٩ وما بعدها].

ويقول: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون* إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين* بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين* وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم

<<  <  ج: ص:  >  >>