للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت الحرب قد حصبتنا فلما كانت الهدنة خرجت تاجرا إلى الشام مع رهط من قريش فوالله ما علمت بمكة امرأة ولا رجلا إلا وقد حملتني بضاعة"

(فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يعني عظيم الروم) "بينا" "بين" زيدت عليها الألف ظرف زمان منصوب بمعنى المفاجأة في "إذ" مضاف إلى الجملة بعده أي فاجأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هرقل وقت وجودي بالشام.

"وهرقل" هو ملك الروم وهو بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف هذا هو المشهور وحكي بكسر الهاء وإسكان الراء وكسر القاف وهو اسم علم لهذا الملك ولقبه قيصر وكذا كل ملك من ملوك الروم يقال له: قيصر كما يلقب ملك الفرس كسرى.

(وكان دحية الكلبي جاء به) من رسول الله صلى الله عليه وسلم و"دحية" بكسر الدال وحكي فتحها لغتان ويقال: إن معناه الرئيس بلغة أهل اليمن وهو ابن خليفة الكلبي صحابي جليل كان أحسن الناس وجها وأسلم قديما ومات في خلافة معاوية.

(فدفعه إلى عظيم بصرى) أي أميرها و"بصرى" بضم الباء وسكون الصاد والقصر مدينة ذات قلاع وأعمال بين المدينة ودمشق قريبة من طرف البرية التي بين الشام والحجاز وهي مدينة حوران.

(فقال هرقل) لحاشيته وخواصه: هذا كتاب لم أسمع بمثله.

(هل هنا) في الشام.

(أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ ) وعند ابن إسحق "فقال هرقل لصاحب شرطته: قلب الشام ظهرا لبطن حتى تأتي برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه قال أبو سفيان: فوالله إني وأصحابي بغرة إذ هجم علينا فساقنا جميعا".

(فدعيت في نفر من قريش) الفاء فصيحة أفصحت عن جمل محذوفة أي فبحثوا فوجدونا فأخبروه فدعانا قيل: كانوا ثلاثين رجلا وقيل كانوا نحوا من عشرين رجلا وسمي منهم المغيرة بن شعبة.

(فدخلنا على هرقل) عند البخاري "فدعاهم في مجلسه" أي دعاهم حالة كونه في مجلسه "وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه" وعند البخاري في الجهاد "فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج" وعند ابن السكن "فأدخلنا عليه وعنده بطارقته والقسيسون والرهبان".

(فأجلسنا بين يديه) أي أمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>