للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسلم إلى زوجه أسماء بنت عميس، وبكى عليه آل البيت بكاء لا مثيل له، ولما أراد بعض الصحابة أن يوقف بكاء النساء قال له صلى الله عليه وسلم: دعهن. على مثل جعفر تبكي البواكي، وكان صلى الله عليه وسلم يزور أولاده ويتعهدهم.

(تصيبهم الحاجة)؟ الكلام على الاستفهام، أي هل ضعفهم ونحافتهم بسبب الضيق والحاجة والشدة؟

(قالت: فعرضت عليه) ألفاظ رقيتي.

(فقال: ارقيهم) بها.

(فقال رجل: يا رسول الله، أرقي) هذا الملدوغ من العقرب؟ وفي ملحق الرواية "فقال رجل من القوم: أرقيه يا رسول الله؟ " وهذا الرجل خال جابر، ففي الرواية السابعة عشرة "عن جابر قال: كان لي خال، يرقي من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى" أي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الرقى، فلدغت رجلاً منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستدعى القوم خالي قال: فأتاه، فقال: لرسول الله: إنك نهيت عن الرقى، وأنا أرقي من العقرب"؟ وفي الرواية الثامنة عشرة "قال: يا رسول الله، إنه كانت عندنا رقية، نرقي بها من العقرب؟ وإنك نهيت عن الرقى؟ قال" -اعرضوها علي- "فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً بها"، وفي الرواية التاسعة عشرة "اعرضوا على رقاكم" فعرضوها "فقال: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه" أي في لفظها "شرك".

(فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) المراد من الأخ الأخوة في الإسلام، والمنتفع به محذوف، أي من استطاع أن ينفع بأي نفع مشروع فلينفع.

(أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسم أحد منهم سوى أبي سعيد، وليس في سياق هذه الطريق ما يشعر بأن السفر كان في جهاد، لكن في رواية الأعمش "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثهم" وفي رواية سليمان بن قتة عند أحمد "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً" زاد الدارقطني فيه "بعث سرية عليها أبو سعيد" قال الحافظ: ولم أقف على تعيين هذه السرية في شيء من كتب المغازي، بل لم يتعرض لذكرها أحد منهم. اهـ وفي رواية للبخاري "انطلق نفر" وفي رواية "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين رجلاً، فنزلنا بقوم ليلاً، فسألناهم القرى".

(فاستضافوهم، فلم يضيفوهم) بضم الياء، أي طلبوا منهم الضيافة والقرى، أو أن ينزلوا عندهم ضيوفاً، فلم يقدموا لهم طعاماً ولا شراباً، ولم يقبلوا نزولهم، بل رفضوا لفظاً وصراحة، ففي رواية البخاري "فأبوا أن يضيفوهم" يقال: ضاف فلاناً، يضيفه، إذا أنزله عنده ضيفاً، وأضاف فلاناً، أي أنزله ضيفاً عنده، واستضافه، أي سأله الضيافة.

(فقالوا لهم: هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم: نعم.) "فقالوا" معطوف على محذوف، وفي الكلام طي، ففي الرواية الواحدة والعشرين "نزلنا منزلاً" أي لم يضيفونا، فنزلنا في الخلاء "فأتتنا امرأة، فقالت: إن سيد الحي سليم لدغ، فهل فيكم من راق"؟ .

وعند البخاري "فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه

<<  <  ج: ص:  >  >>