للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدارقطني مفصولا، كمسلم، والغداة الصباح و"إن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، و"ينزل" بضم الياء وسكون النون وفتح الزاي، مبني للمجهول. وفي رواية البخاري "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا".

(كيف يأتيك الوحي)؟ يحتمل أن يكون المسئول عنه، صفة الوحي نفسه، أي صفة الإيحاء ويحتمل أن يكون صفة حاملة، ويحتمل أن يكون المسئول عنه الأمرين معا.

(فقال: أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس) "أحيانا" جمع "حين" ويطلق على كثير الوقت وقليله، والمراد به هنا مجرد الوقت، فكأنه قال: أوقاتا يأتيني، وهو منصوب على الظرفية، وعامله "يأتيني" مؤخر عنه، و"صلصلة الجرس" في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين، والمراد من الجرس هنا الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب.

(وهو أشده علي) أي أشد حالاته.

(ثم يفصم عني وقد وعيته) "يفصم" بفتح الياء وسكون الفاء وكسر الصاد، أي يقلع، وينجلي ما يغشاني، ويروى بضم الياء وكسر الصاد، من الرباعي، ويروى بضم الياء وفتح الصاد، مبني للمجهول، وأصل الفصم القطع.

(وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل) في رواية للبخاري "وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا" والمراد من الملك جبريل، وقد صرح به في رواية ابن سعد، والحق أن تمثل الملك رجلا ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلا، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيسا لمن يخاطبه.

(فأعي ما يقول) زاد في رواية "وهو أهونه علي"

(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه، ونكس أصحابه رءوسهم) أي خفض رأسه من شدة الوحي، وخفضوا رءوسهم خشوعا ورهبة، وفي الرواية التاسعة "كرب لذلك، وتربد وجهه" "كرب" بضم الكاف وكسر الراء، أي أصابه الكرب والشدة و"تربد" بفتح التاء والراء وتشديد الباء المفتوحة، أي تغير، وصار كلون الرماد، ولا يتعارض هذا مع ما روي من "أن يعلى بن أمية نظر إليه حال نزول الوحي، وهو محمر الوجه" لأن المراد منه أنه حمرة كدرة، وهذا معنى التربد، ويحتمل أنه يتربد في أول الوحي، ثم يحمر، أو بالعكس.

(فلما أتلي عنه رفع رأسه) قال النووي: هكذا هو في معظم نسخ بلادنا "أتلي" بضم الهمزة وسكون التاء وكسر اللام، بعدها ياء، ومعناه ارتفع عنه الوحي، هكذا فسره صاحب التحرير وغيره. ووقع في بعض النسخ "أجلي" بالجيم، وفي رواية البخاري "انجلى" ومعناهما أزيل عنه، وزال عنه.

-[فقه الحديث]-

-[يؤخذ من أحاديث الباب]-

١ - من الرواية الأولى عطفه صلى الله عليه وسلم على الصبيان ولطفه بهم، وصبره عليهم، ورحمته بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>