للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يا ابن آدم مرضت فلم تعدني) قال العلماء إنما أضاف سبحانه وتعالى المرض إليه والمراد عبده تشريفا للعبد وتقريبا له

(قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين) استفهام حقيقي أو تعجبي

(قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده) الاستفهام إنكاري بمعنى النفي دخل على نفي "ما" ونفي النفي إثبات أي علمت .... ويحتمل أن يكون تقريريا أي حمل المخاطب على الإقرار بما بعد النفي ولفظ "فلانا" كناية عن الاسم الحقيقي الذي يذكر آنذاك

(أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده) "علمت" أي اعلم أنك كذا فهو لم يكن يعلم أو المقصود علمت فلم تعمل بمقتضى علمك فلم تعدني والمعنى من وجوده عنده وجود رحمته وثوابه وكرامته

(يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني) أي يقول ذلك للبخيل الذي لم يطعم السائل والمحروم

والسين والتاء للطلب أي طلبت منك إطعام عبدي فلم تطعمه

(أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه) أي طلب منك مساعدته وإطعامه فلم تفعل

والضمير في "أنه" للحال والشأن

(أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي) أي لوجدت ذلك الإطعام أي ثوابه وجزاءه عندي هذا ويقال في السقي ما قيل في الطعام

-[فقه الحديث]-

قال النووي اتفق العلماء على فضل عيادة المريض وجزم بعضهم بالوجوب على ظاهر الأمر بالعيادة فيما رواه البخاري "أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني" وفيما رواه البخاري ومسلم "حق المسلم على المسلم خمس" فذكر منها "عيادة المريض" ووقع في بعض روايات مسلم "خمس تجب للمسلم على المسلم ... " فذكرها منها

قال ابن بطال يحتمل أن يكون الأمر على الوجوب بمعنى الكفاية كإطعام الجائع وفك الأسير ويحتمل أن يكون للندب للحث على التواصل والألفة وجزم الداودي بالأول فقال هي فرض يحمله بعض الناس عن بعض

وقال الجمهور هي في الأصل ندب وقد تصل إلى الوجوب في حق بعض دون بعض وعن الطبري تتأكد في حق من ترجى بركته وتسن فيمن يراعي حاله وتباح فيما عدا ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>