للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا تؤتي أكلها كل حين" قال النووي معنى هذا أنه وقع في رواية إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم ورواية غيره أيضا من مسلم "لا يتحات ورقها ولا تؤتي أكلها كل حين" واستشكل إبرهيم بن سفيان هذا فقال لعل مسلما رواه "وتؤتي أكلها" بإسقاط "لا" وأكون أنا وغيري غلطنا في إثبات "لا"

قال القاضي وغيره من الأئمة وليس هو بغلط كما توهمه إبراهيم بل الذي في مسلم صحيح بإثبات "لا" وكذا رواه البخاري بإثبات "لا" ووجهه أن لفظة "لا" ليست متعلقة بـ "تؤتي" بـ متعلقة بمحذوف تقديره لا يتحات ورقها ولا ... ولا ... أي لا يصيبها كذا ولا كذا لكن لم يذكر الراوي تلك الأشياء المعطوفة ثم ابتدأ فقال {تؤتي أكلها كل حين} اهـ

وقد حاول بعض العلماء أن يعمم الشبه بين المسلم وبين النخلة فقال من جهة كون النخلة إذا قطع رأسها ماتت أو لأنها لا تحمل حتى تلقح أو لأنها تموت إذا غرقت أو لأنه لطلعها رائحة مني بني آدم أو لأنها تعشق أو لأنها تشرب من أعلاها إلى غير ذلك من أوجه الشبه وهذا القول ضعيف جدا لأن هذه الأوجه يشترك فيها جميع الآدميين وليست خاصة بالمسلم وأضعف من هذا قول من قال لكونها خلقت من فضلة طين آدم فإن الحديث في ذلك لم يثبت والله أعلم

(فجعل القوم يذكرون شجرا من شجر البوادي) أي ذهبت أفكارهم إلى أشجار البوادي وكان كل إنسان يفسرها بنوع من أنواع الشجر وذهلوا عن النخلة

(وألقى في نفسي أو روعي أنها النخلة) الروع بضم الراء النفس والقلب ومركز الإدراك وفي الرواية الأولى وفي الملحق الثالث "فوقع في نفسي أنها النخلة" يقال وقع الطائر على الشجرة إذا نزل عليها وقد بينت رواية أبي عوانة القرينة التي ساعدت ابن عمر على صحة ما وقع في نفسه ولفظها "فظننت أنها النخلة من أجل الجمار الذي أتى به" وفي الملحق الأول "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجمار" وفي الملحق الثاني "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمار"

(فاستحييت) في الرواية الثانية "فجعلت أريد أن أقولها فإذا أسنان القوم أي كبار السن في القوم فأهاب أن أتكلم" وفي الملحق الثالث "ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا" وفي رواية للبخاري "فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم" وفي رواية أخرى للبخاري "فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم"

(ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله فقال هي النخلة) في الرواية الثانية "فلما سكتوا قال هي النخلة"

(فذكرت ذلك لعمر قال لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا) وفي الملحق الثالث "لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا" وفي رواية "فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه ... " وفي رواية "فحدثت أبي بما وقع في نفسي فقال لأن تكون قلتها .... " زاد ابن حبان في صحيحه "أحسبه قال أحب إلي من حمر النعم"

<<  <  ج: ص:  >  >>