للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إني قد رأيتك جئت آنفا) أي قريبا. فلم تسمع التي قبلها، و "آنفا" بالمد على اللغة المشهورة، وبالقصر على لغة صحيحة، وقرئ بهما في السبع.

(قال: ما منكم من أحد ... ) أي قال صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيء: ما منكم من أحد .. إلخ.

(فيبلغ أو فيسبغ الوضوء) "فيبلغ" بضم الياء وكسر اللام من أبلغ الوضوء إذا بالغ فيه وأتمه وأسبغه، و "أو" للشك من الراوي في أي اللفظين سمع، أو هما سمعا من النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، والفعلان تنازعا "الوضوء" على أنه مفعول به.

(أشهد أن لا إله إلا الله) "أن" مخففة من الثقيلة: واسمها ضمير الشأن محذوف و "لا" نافية للجنس، وخبرها محذوف، أي لا إله موجود، و "إلا" ملغاة ولفظ الجلالة مرفوع على البدلية من الضمير في الخبر، والجملة خبر "أن".

-[فقه الحديث]-

-[يؤخذ من الحديث]-

١ - أنه يستحب للمتوضئ أن يقول عقب وضوئه: أشهد أن لا إله الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال النووي: وهذا متفق عليه، وينبغي أن يضم إليه ما جاء في رواية الترمذي متصلا بهذا الحديث "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" ويستحب أن يضم إليه ما رواه النسائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" مرفوعا "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك" قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضا. اهـ.

وروى الحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد الخدري "من توضأ" فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك كتبت في رق ثم طبع بطابع، فلا يكسر إلى يوم القيامة".

قال الشوكاني في شرح حديث عقبة: والحديث يدل على استحباب الدعاء المذكور، ولم يصح من أحاديث الدعاء في الوضوء وغيره، وأما ما ذكره أصحابنا والشافعية في كتبهم من الدعاء عند كل عضو، كقولهم عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي إلخ فقال الرافعي وغيره: ورد بهذه الدعوات الأثر عن الصالحين. اهـ.

٢ - أن للجنة أبوابا ثمانية، قيل: هي باب الإيمان، وباب الصلاة، وباب الصيام، وباب الصدقة، وباب الكاظمين الغيظ، وباب الراضين، وباب الجهاد، وباب التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>