للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ورتبته على مقدمة وأبواب وسميته (رسوخ الْأَحبار في منسوخ الأخبار) (*) وما توفيقي إلَّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب (١).

أما المقدمة: ففيها فصول:

الفصل الأول: في الحث على علم الناسخ والمنسوخ:

وهو فرض كفاية (٢) لتوقف بعض الأحكام عليه (٣).

تكلم فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وعن السلمي (٤) عن علي -رَضِيَ الله عَنْهُ- أنَّه مرّ بأبي عبد الرَّحْمَن صاحب أبي موسى- رضي الله عنه - وهو يقص على النَّاس فقال: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت، وأهلكت أبو من أَنْتَ؟ قال: أبو يحيى (٥). قال: بل أبو أعرفوني، وأخذ بأذنه


(*) استعمل المؤلف في تسمية كتابه هذا نوعًا من أنواع البديع وهو الجناس بين: الْأَحبار، والأخبار. على طريقة السجع كعادة العلماء في ذلك.
(١) يوجد على هامش المخطوطة ق ٣/ ٠ هذا التعليق:
العالمين اسم جمع وليس جمعًا له, لأن العالم عام في العقلاء وغيرهم، والعالمين مختص بالعقلاء والخاص لا يكون جمعًا لما هو أعم منه. قاله ابن مالك، وتبعه ابن هشام في توضيحه، وذهب كثير إلى أنَّه جمع عالم على حقيقة الجمع، واختلفوا في تفسير العالم الذي جمع هذا الجمع، فذهب أبو الحسن إلى أنَّه أصناف الخلق العقلاء وغيرهم وهو ظاهر كلام الجوهري. وذهب أبو عبيدة إلى أنَّه أصناف العقلاء فقط، وهم الإنس والجن والملائكة.
انظر: حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ١/ ٤٣ - ٤٤.
(٢) فرض الكفاية: واجب على المكلفين يسقط بفعل بعضهم، والفرق بينه وبين فرض العين، هو أن فرض الكفاية المقصود منه تحصيل المصلحة من غير نظر إلى الفاعل، بخلاف فرض العين.
انظر: الابهاج على منهاج البيضاوي للسبكي ١/ ١٠٠، وما قيل في تعريفه، المحصول ق ٢/ ١/ ٣١٠ وما بعدها، ومختصر المنتهى مع شرحه ١/ ١٣٤، وفواتح الرحموت ١/ ٦٢ - ٦٥.
(٣) اقتبس السخاوي هذا النص في كتابه فتح المغيث ٢/ ٦٢ من هنا عن المصنف.
(٤) السلمي: هو أبو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن حبيب بن ربيعة - بضم الراء وكسر التحتانية المشددة بينهما موحدة مفتوحة مصغرًا - المقرئ الكُوفيّ، من الطَّبقة الوسطى من التابعين، روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي موسى وابن مسعود وطائفة رضي الله عنهم، وعنه إبراهيم النَّخَعيّ وسعيد بن جبير وعلقمة بن مرثد وعاصم بن بهدلة المقرئ، ثِقَة ثبت مشهور بكنيته، مات بعد السبعين.
انظر: تقريب التهذيب ص ١٧٠، وتهذيب التهذيب ٥/ ١٨٣ وتذهيب خلاصة تهذيب الكمال ٢/ ٤٨ - ٤٩، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص ١٠٢، وذكر أنَّه مات سنة أربع وسبعين.
(٥) أبو يحيى: هو مصدع - بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه - الأعرج المعرقب، مقبول من الثالثة.
انظر: تقريب التهذيب ص ٣٣٨.

<<  <   >  >>