للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على النساء جهاد؟ قال: نعم. عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة (١).

- وقوله عليه السلام: "الحج والعمرة فريضتان واجبتان" (٢).

وهذا يدل على أنها واجبة، مع قوله تعالى {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (٣) على النصب (٤). وبه أخذ علي، وابن عباس - رضي الله عنهم - وابن جبير، وابن المسيب، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، والحسن وابن سيرين، والشعبي، وأحمد، والثوري. وهو محكم ناسخ. لسنة الزيادة (٥). أو مقدم لإِرساله (٦)، ودخلت بالقران. ويجمع بينهما بأن الحج جهاد شاق لطول إحرامه، وكثرة أعماله، والعمرة تطوع تنقاد النفس لها، ويسهل عليها


(١) أخرجه ابن ماجه في السنن - المناسك - باب الحج جهاد النساء ٢/ ٩٦٨ رقم ٢٩٠١ بهذا اللفظ من طريق حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها. وابن خزيمة في صحيحه ٤/ ٣٥٩ رقم ٣٠٧٤. والدارقطني في السنن - الحج ٢/ ٢٨٤ رقم ٢١٥. وفي تحفة الأشراف ١٢/ ٤٠٢ عزا أصل الحديث للبخاري والنسائي وهو عند البخاري - باب فضل الحج المبرور ٣/ ٣٨١ رقم ١٥٢٠ ولفظه عنها قالت: نرى الجهاد أفضل الأعمال. أفلا نجاهد؟ قال: لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور. وأخرجه النسائي في السنن الصغرى - الحج ٥/ ١١٤ - ١١٥ وإسناد حديث ابن ماجه وابن خزيمة صحيح. قاله النووي في المجموع ٧/ ٦ وقال ابن القيم في تهذيب السنن ٢/ ٣٣٣: إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم. وانظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية ٢/ ٤٧.
(٢) أخرجه الدارقطني في السنن - الحج ٢/ ٢٨٤ رقم ٢١٦ عن ابن عباس، ورقم ٢١٧ عن زيد بن ثابت، وفي كلا الحديثين إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، وتقدمت ترجمته ص ٢٨٨، ثم حديث زيد بن ثابت فيه انقطاع فهو من رواية إسماعيل بن مسلم عن محمد بن سيرين، عن زيد بن ثابت، ومحمد بن سيرين لم يسمع من زيد وأخرج الشافعي في الأم ٢/ ١١٤ عن ابن عمر بنحوه. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٥٠ عن جابر وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وتقدمت ترجمته ص ١٦٤. وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٤٧١ عن ابن عباس، وصححه وساق حديث زيد بن ثابت موقوفًا عليه. انظر: المجموع ٧/ ٨، والفتح ٣/ ٥٩٨، والدراية في تخريج أحاديث الهداية ٢/ ٤٧، وفيض القدير للمناوي ٢/ ٤٠٧، وصحح البيهقي وقفه على زيد بن ثابت. وابن حجر.
(٣) البقرة - آية ١٩٦.
(٤) تقدم النقل عن أبن جرير أن قراءة النصب لا تدل على وجوب العمرة، وكذلك قراءة الرفع.
وانظر: تفسير القرطبي ٢/ ٣٦٨.
(٥) تقدم ذكر المصادر التي ذكرت مذاهب العلماء في إيجاب العمرة ومن قال إنها سنة ص ٣٦١ وقوله سنة الزيادة، كذا هو في المخطوطة، أي ناسخ لسنية العمرة لزيادة. قوله فريضتان واجبتان. وهذا ما ظهر لي من كلام المصنف.
(٦) أي قدم حديث أبي رزين العقيلي على حديث سعيد بن سالم، لأنه مرسل. ودخلت العمرة في الحج بالقران بيهما. هو أحد تفاسير العلماء للآية المذكورة. انظر: شرح مسلم ٨/ ١٦٦، والمجموع للنووي ٧/ ٦.

<<  <   >  >>