للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - متفرقات وهذا هو التفصيل

أولا إفشاء السلام سنة عينية للواحد كفاية للجماعة على من يعرف وعلى من لا يعرف نعم ذكر الماوردي أن من مشى في الشوارع المطروقة كالسوق لا يسلم إلا على بعض من لقي لأنه لو سلم على الكل لتشاغل عن المهم الذي خرج لأجله ولشغل الناس عن مصالحهم وخرج بذلك عن العرف والمألوف كما قال لو دخل شخص مجلسا فإن كان الجمع قليلا يعمهم سلام واحد فسلم كفاه ولو كان كثيرا ينتشر فيهم السلام يبتدئ أول دخوله بمن شاهدهم وتتأدى سنة السلام في حق جميع من يسمعه وهل يستحب أن يسلم على من جلس عندهم ممن لم يسمعه وجهان أما رد السلام فواجب على من سمعه على الكفاية إن قام به البعض سقط الإثم عن الباقين واختص بالثواب من قام بالرد وإلا أثموا جميعا ولو سلم جمع مترتبون على واحد فرد مرة واحدة قاصدا جميعهم أجزاه ما لم يحصل فاصل ضار والظاهر وجوب الرد على من سمع السلام من المذياع أو قرأه في كتاب لأن السلام دعاء بالأمن والرحمة فإذا حيا المذيع السامعين بهذه التحية لزمهم أن يحيوه وأن يدعوا له بأحسن منها أو يردوها نعم يشترط إسماع المسلم الرد حيث أمكن لما في ذلك من تطييب الخاطر وشرح الصدر ومقابلة الإحسان بالإحسان ويشترط كون الرد على الفور فإن أخره ثم رد لم يعد جوابا وكان آثما بتركه

ثانيا أما لفظه المطلوب شرعا فهو السلام عليكم فإن كان واحدا صح أن يخاطبه بالإفراد والأفضل الجمع ليتناول الملائكة ويقصدهم ليردوا عليه فينال بركة دعائهم وهذا أقل ألفاظه وأكمل منه زيادة ورحمة الله وبركاته اقتداء بقوله عز وجل {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت} ويكره أن يقول المبتدئ عليك السلام فقد روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى فإن قالها استحق الجواب على الصحيح والأفضل الأكمل في الرد أن يقول عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ويأتي بالواو قال النووي فلو حذفها جاز وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>