للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون} وهكذا ينسى الإنسان الموت في غمرة زينة الحياة الدنيا من المال والبنين ينسى أن يتصدق أو يصعب عليه أن يتصدق حتى إذا أحس بالموت وبمقدماته بدأ وأسرع في الصدقات ومثل هذا الإنسان كمن لا يعرف ربه إلا عند الغرق وما ينفقه في أواخر حياته ليس في الثواب كالذي ينفقه وهو في زهرة حياته وفي قوة حرصه على جمع المال وفي طول آماله لعمارة دنياه وفي ثورة تزيين الشيطان له من طول العمر والحاجة إلى المال وخشية الفقر إنها فرصة البخل وزمانه {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم} نعم الصدقة بالقرش من الصحيح السليم خير من المائة من المريض المشارف على الموت وصدق التشبيه المروي عن أبي الدرداء مرفوعا مثل الذي يعتق ويتصدق عند موته مثل الذي يهدي إذا شبع وصدق ما رواه أبو سعيد الخدري مرفوعا لأن يتصدق الرجل في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق عند موته بمائة

وهكذا يوضح الحديث فضل صدقة الصحة والحرص ويحذر من التراخي والإمهال فيها حتى يقرب الموت وفي هذا المعنى يقول الحديث القدسي عبدي أنى تعجزني وقد خلقتك من نطفة حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت لفلان كذا وتصدقوا بكذا أي أقر أن لفلان كذا أو تصدقوا على فلان بكذا أو أوصي لفلان من الأقارب من غير الورثة بكذا ولفلان بكذا وقد أصبح لفلان عندي كذا تقول عند الموت هذا القول في حين أن المال الذي توزعه وتتكلم عنه صار أمره إلى فلان من الورثة ولم يعد من حقك أن تتصرف فيه

-[المباحث العربية]-

(جاء رجل) يحتمل أن يكون أبا ذر ففي مسند أحمد أنه سأل أي الصدقة أفضل وفي الطبراني عن أبي أمامة أن أبا ذر سأل عن أي الصدقة أفضل فأجيب

<<  <  ج: ص:  >  >>