للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥ - عن أبي موسى رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

-[المعنى العام]-

طبع الله الإنسان على حب المال {وتحبون المال حبا جما} ودعاه إلى معالجة هذا الطبع وأن يتوجه إلى الآخرة بالعمل الصالح وابتغاء رضا الله تعالى وطبع الله النفس البشرية ميالة وراغبة في الماديات وطلب منها أن تغلب الروحانيات على الماديات العمل الواحد باختلاف الإرادة والقصد يختلف ثوابا أو إحباطا إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه وليس هناك عمل صالح يعدل الجهاد لأنه تضحية بالنفس ولا أغلى من النفس ولا يليق بالعاقل المسلم أن يضع في اعتباره مقابلا لروحه غير الجنة ونعمت البيعة والصفقة للمجاهد وبئست صفقة يكون فيها مقابل الروح عرضا زائلا حقيرا من مال أو شهرة أو حمية أو عصبية أو غضب

وكم كان الصحابة عقلاء؟ وكم كانوا على درجة عالية من الذكاء لقد أدركوا فضيلة الجهاد وحرصوا على تحصيلها لكنهم يخشون الطبيعة البشرية وأهواءها التي تدفع كثيرا إلى الحرص على المال والشهرة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يقاتل وهدفه الغنيمة وعمن يقاتل وهدفه الشهرة والذكر في قائمة المجاهدين وعمن يقاتل وهدفه أن ترى شجاعته وإقدامه فمن من هؤلاء يستحق أجر المجاهد في سبيل الله والحقيقة الشرعية أن هؤلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>