للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣١٦ - عن أنس أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يُحبَسُ المؤمنونَ يومَ القِيامةِ حتَّى يهِمُّوا بذلكَ فيقولونَ: لَوِ استَشْفعْنا إلى ربِّنا فيُريحُنا منْ مكانِنا، فيأتونَ آدمَ فيقولون: أنتَ آدمُ أبو النَّاسِ خَلقكَ اللَّه بيدِه وأسكَنَكَ جنَّتَهُ وأسجَدَ لكَ ملائكَتَهُ وعلَّمكَ أسماءَ كُلِّ شيءٍ اشفَعْ لنا عندَ ربِّكَ حتَّى يُريحَنا منْ مكانِنا هذا، فيقول: لستُ هُناكُمْ (١)، ويذكُرُ خطيئتَهُ التي أصابَ أكلَهُ مِنَ الشجَرَةِ وقدْ نُهيَ عنها، ولكنِ ائْتُوا نُوحًا أوَّلَ نبيٍّ بعثَهُ اللَّه إلى أهلِ الأرضِ. فيأْتونَ نُوحًا فيقول: لستُ هُناكُمْ، ويذكُر خطيئتَهُ التي أصابَ سُؤالَه ربَّه بغيرِ عِلمٍ، ولكنِ ائْتُوا إبراهيمَ خليلَ الرحمن. قال: فيأتونَ إبراهيمَ فيقول: إنِّي لستُ هُناكُمْ، ويذكُرُ ثلاثَ كِذْباتٍ كَذَبَهُنَّ، ولكنِ ائْتُوا موسَى عبدًا آتاهُ اللَّه التوراةَ وكلَّمهُ وقرَّبَهُ نَجِيًّا. قال: فيأتونَ موسَى فيقول: إنِّي لستُ هُناكُمْ، ويذكُرُ خطيئَتَهُ التي أصابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ، ولكنِ ائْتُوا عيسَى عبدَ اللَّه ورسولَهُ وروحَ اللَّه وكلمتَهُ. قال: فيأتونَ عيسَى فيقول: لستُ هُناكُمْ ولكنِ ائْتُوا محمّدًا عبدًا غَفَرَ اللَّه لهُ ما تقدَّمَ منْ ذنبِهِ وما تأخَّر. قال: فيأتونَني فأستأذِنُ على ربِّي في دارِه فيُؤذَنُ لي عليهِ، فإذا رأيتُهُ وقعتُ ساجِدًا، فيدَعُني ما شاءَ اللَّه أنْ يدعَني فيقول: ارفَعْ محمّدُ وقُلْ يسمَعْ واشفَعْ تُشفَّعْ وسَلْ تُعطَهْ، قال: فأرفعُ رأسي فأثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمُنيهِ، ثمَّ أشفَعُ فيُحدُّ لي حدًّا فأخرُجُ فأُخرجُهُمْ مِنَ النَّارِ فأُدخِلُهُمُ الجنَّةَ، ثمَّ أعود فأستأذِنُ على ربِّي في دارِه فيُؤذَنُ لي عليهِ، فإذا رأيتُهُ وقعتُ ساجِدًا، فيدَعُني ما شاءَ اللَّه أنْ يدَعَني ثم يقول: ارفَعْ محمّدُ وقُلْ يُسمَعْ واشفَعْ تُشفَّعْ وسَلْ تُعطَهْ، قال: فأرفعُ رأسي فأُثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمُنيه، ثمَّ أشفَعُ فيُحدُّ لي حدًّا فأخرُجُ فأُدخِلُهُمُ الجنَّة، ثمَّ أعودُ الثالِثةَ فأستأذِنُ على ربِّي في دارِهِ فيُؤذَنُ لي عليهِ، فإذا رأيتُهُ وقعت ساجِدًا، فيدَعُني ما شاءَ اللَّه أن يدَعَني ثمّ يقول: ارفَعْ


(١) قوله: "لست هُناكُم" معناه لست أهلًا لذلك (النووي، شرح صحيح مسلم ٣/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>