للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو الفداء (٧٣٢ هـ) في "المختصر في تاريخ البشر" (١)، فقال: (الفقيه، المحدّث، كان بحرًا في العلوم).

وكان البغوي يحرص على الإسناد، ويحدِّث على طريقة السلف الصالح سماعًا من شيوخه بالأسانيد المتصلة إلي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان الإسناد حتى عهده -أواخر القرن الخامس- مقبولًا كما يذكر ابن الصلاح في "مقدمة علوم الحديث" (٢).

إضافة التي ذلك، فالبغوي يذكر في تصانيفه من أخرج الأحاديث التي يرويها بأسانيده من أصحاب الكتب المعتمدة عند جمهور الأمة، كالشيخين، وأصحاب السنن والمسانيد والمصنفات والموطآت. . . ونادرًا ما يخرّج أحاديث لم يروها هؤلاء الأئمة في تصانيفهم. وسترى ذلك واضحًا في الكتاب الذي بين يديك.

[٣ - الفقه الشافعي]

وله فيه كتاب "التهذيب"، يقول ياقوت الحموي (٦٢٦ هـ) في "معجم البلدان" (٣): (الفقيه العالم المشهور صاحب التصانيف التي منها: التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي).

و"التهذيب" كتاب فقهي محرّر مهذّب، مجرّد من الأدلّة غالبًا، لخّصه من تعليقة شيخه القاضي حسين المرورّوذي، وزاد فيه ونقص، وهو مشهور ومتداول عند الشافعية يفيدون منه وينقلون عنه، ويعتمدونه في كثير من المسائل، وقد أكثر النقل عنه الإمام النووي في "المجموع" والرافعي في "الشرح الكبير على الوجيز" وسائر فقهاء الشافعية في كتبهم.


(١) أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر ٢/ ٢٢٩.
(٢) ابن الصلاح، مقدمة علوم الحديث (بتحقيق د. عتر) ص ١٠٨.
(٣) ياقوت، معجم البلدان ١/ ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>