للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال - رضي الله عنه -: ليس الخيرُ أَنْ يَكثُرَ مالُكَ، وولدُك؛ ولكنَّ الخيرَ أَنْ يَكثُرَ عملُكَ، وَيعْظُمَ حِلْمُكَ، وأَنْ تباهيَ الناسَ بعبادةِ ربِّكَ؛ فإنْ أَحسنْتَ، حَمِدْتَ الله، وإِنْ أَسَأتَ، اسْتَغْفَرْتَ الله، ولا خيرَ في الدنيا، إلَّا لأحدِ رَجُلَين: رَجلٌ أَذْنَبَ ذنوبًا؛ فهو مداركٌ ذلك بتوبةٍ، أو رجلٌ يسارعُ في الخيراتِ، ولا يَقِلُّ عملٌ في تقوى؛ وكيف يَقِلُّ ما يُتَقَبَّلُ؟! (١).

وقال علي - رضي الله عنه -: احفظوا عني خمسًا، فلو ركبتم الإبل في طلبهن، لا تصيبوهن قبل أَنْ تدركوهن، لا يرجو عبدٌ إلا ربَّه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحيي جاهل أَنْ يسألَ عمَّا لا يعلم، ولا يستحيي عالمٌ إذا سُئِلَ عَمَّا لا يعلم، أَنْ يقولَ: اللهُ أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمانَ لِمَنْ لا صبرَ له (٢).

وقال: إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم: اتِّبَاعُ الهوى، وطولُ الأمل؛ فأمَّا اتِّبَاعُ الهوى، فيصدُّ عن الحق، وأمَّا طولُ الأمل، فيصدُّ عن الآخرة، ألا وإنَّ الدنيا قد ترحَّلَتْ مُدْبِرَةً، وإنَّ الآخرةَ قَدْ تَرَحَّلتْ مقبلةً، ولكلِّ واحدةٍ منها بنون، فكونوا من أبناءِ الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإنَّ اليومَ عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل (٣).

وقال: أشدُّ الأعمال ثلاثة: إعطاءُ الحقِّ من نفسك، وذكر الله تعالى على كل حال، ومواساةُ الأخ في المال (٤).


= والتفريق" (١/ ١٤٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٤/ ٤٠١).
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٧٥)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (٢/ ٢٧٦).
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢١٠٣١)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٥٠٤)، وأبو نعيم في: "حلية الأولياء" (١/ ٧٥ - ٧٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٧١٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٢/ ٥١٠).
(٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٣٠)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (٢/ ١٩٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٢/ ٤٩٤).
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>