للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطيبي: يوم الجمعة ظرف للجمعة على أن يقدر مضاف أي صلاة الجمعة وقوله: إلا مريض: رفع على الاستثناء من الكلام الموجب على التأويل، أي: من يؤمن بالله فلا يترك الجمعة إلا مريض، فهو بدل من الضمير المستكن في (يشرك) الراجع إلى (من)، ونظيره حديث: "تُعرض أعمالُ الناس في كلّ جمعة فيغفر لكل عبد مؤمن إلاّ عبد .. " تقديره: لا يحرك أحد من الغفران إلا عبد ومنه: (فشربوا منه إلا قليلاً) [البقرة: ٢٤٩]، قال في الكشاف: أي فلم يطيقوه إلا قليل، انتهى.

قلت: قد وقع السؤال عن هذا من سنين، وكتبت فيه رسالة وهي هذه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وقع السؤال عن حديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا مريضٌ أو امرأة أو مسافر أو حميل أو مملوك" رواه الدارقطني من حديث جابر بن عبد الله، فإن هذا الاستثناء من كلام تام موجب، فيكون ما بعد إلا واجب النصب فما وجه رفعه؟، وخاض الناس في توجيه ذلك، والذي عندي في الجواب أن هذه الكلمات الواقعة بعد إلا منصوبة ولكن كتبت بلا ألف، وهذا ذكره الأئمة في الأحاديث الكثيرة، قال النووي في "شرح مسلم" في حديث ابن عباس في الإسراء: (وأُرِيَ مالكًا خازنَ النار) وقع في أكثر الأصول (مالك بالرفع)، وهذا قد ينكر فيقال: هذا لحن لا يجوز في العربية، ولكن عنه جواب حسن وهو أن لفظة "مالك" منصوبة ولكن أسقطت الألف في الكتابة، وهذا يفعله المحدّثون كثيرًا فيكتبون (سمعت أنس) بغير ألف، ويقرءونه بالنصب، فكذلك ما قد كتبوه بغير ألف ويقرءونه بالنصب، فهذا إن شاء الله تعالى أحسن ما يقال فيه.

وقال أيضا في الحج: قوله: وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل

<<  <  ج: ص:  >  >>