للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قوله] (١): سورة عبس

١ - عَن عُرْوَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أُنْزِلَ {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١)} [عبس: ١] فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى: أَتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ الله! أَرْشِدْنِي، وَعِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الآخَرِ وَيَقُولُ: أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسًا؟ فَيُقالُ لاَ، فَفِي هَذا أُنْزِلَ. أخرجه مالك (٢) والترمذي (٣). [صحيح]

سقط تفسيره سورة النازعات، وهو ثابت في البخاري.

قوله: "ابن أم مكتوم الأعمى".

أقول: اسمه عبد الله بن سريح بن مالك بن ربيعة الفهري، من بني عامر بن لؤي وأم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبد الله، وفي "الفتح (٤) ": أن اسم ابن أم مكتوم عمرو وقيل: كان اسمه الحصين فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، وهو قرشي عامري أسلم قديماً، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرمه ويستخلفه على المدينة، وشهد القادسية في خلافة عمر واستشهد بها، وقيل: بل رجع إلى المدينة فمات بها، قال السهيلي في "الروض (٥) " في قوله: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢)} [عبس: ٢] من القصة: أنه لا غيبة في ذكر الرجل بما ظهر في خلقه من عمى أو عرج إلا أن يقصد به الإزدراءُ وفي ذكره إياه بالعمى من الحكمة والإشارة اللطيفة البينة على موضع الغيب؛ لأنه


(١) زيادة من (أ).
(٢) في "الموطأ" (١/ ٢٠٣ رقم ٨).
(٣) في "السنن" رقم (٣٣٣١) وهو حديث صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (٢٤/ ١٠٣) وأبو يعلى في "مسنده" رقم (٤٨٤٨) والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٣٢٢) والحاكم (٢/ ٥١٤).
(٤) (٢/ ٩٩ - ١٠٠).
(٥) (٢/ ١١٨ - ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>