للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن حجر (١): ولا يصح أنه كلثوم بن الهدم؛ لأن في هذه القصة أنه كان أمير سرية، وكلثوم بن الهدم مات في أوائل الهجرة قبل بعث السرايا، وعلى هذا فالذي يؤم في مسجد قباء غير أمير السرية، ويدل على التغاير أن هذه كان يقرأ بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص: ١] وأمير السرية كان يختم بها.

قوله: "أدخلك الجنة" سيأتي أنه أخرجه الترمذي، وفي الترمذي حديثان فيهما هذا اللفظ كلاهما عن أنس.

الأول (٢) عنه كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة فقرأ لهم في الصلاة يقرأ بها افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص: ١] حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة ثم ترى أنها لا تجزيك حتى تقرأ بسورةٍ أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ سورة أخرى؟ قال: ما أنا بتاركها إن أجببتم أن أؤمكم فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر فقال: "يا فلان! وما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ " قال: يا رسول الله! إني أحبها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حبها أدخلك الجنة".

وقال الترمذي (٣) بعد [٤٤٨/ ب] سياقه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، وروى (٤) مبارك بن فضالة عن ثابت البناني، عن


(١) في "فتح الباري" (٢/ ٢٥٨).
(٢) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (٢٩٠١) وهو حديث حسن.
(٣) في "السنن" (٥/ ١٧٠).
(٤) أخرجه الترمذي في "السنن" (٥/ ١٧٠) بإثر الحديث رقم (٢٩٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>