للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطابي (١): إنما لم يجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن في مصحف واحد، لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه، أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك، وفاءً بوعده الصادق بحفظه على هذه الأمة.

قوله: "العُسُب (٢) " بمهملتين مضمومتين فموحدة، جمع عسيب، وهو جريد [٤٦٤/ ب] النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف [العريض] (٣)، واللخاف (٤) بكسر اللام وتخفيف الخاء المعجمة، وفاء جمع لَخفة بفتح اللام وسكون المعجمة صفائح الحجارة الرقاق فيها عرض ورقة.

واعلم أنهم نقلوه فيما ذكر إلى أوراق وقراطيس.

قوله: "آخر سورة التوبة مع خزيمة" قال في أي مكتوبة مع كونها محفوظة عنده وعند غيره؛ لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر. انتهى.

قلت: ولا يخفى أنه خلاف صريح كلام زيد سيما مع قوله الآتي: "ولم أجدها عند أحد غيره".

قوله: "أو أبي خزيمة" في الترمذي وعند أحمد "خزيمة" من غير شك.

قال الحافظ ابن حجر (٥): الصواب أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، واسمه الحارث بن خزيمة، والذي وجد معه آية الأحزاب خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين [١٣٥/ أ].


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٨/ ٣٤٥).
(٢) انظر: "غريب الحديث" للهروي (٣/ ١٥٦)، "الفائق" للزمخشري (٢/ ٤٣١).
(٣) في المخطوط العرض، وما أثبتناه من "فتح الباري" (٩/ ١٤).
(٤) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٥٩٥).
(٥) في "فتح الباري" (٨/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>