للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إذا أظهر عليهم" مغير صيغة أي: اطلع على ذلك منهم يقتلون للأمر بقتلهم.

قوله: "لأنها لا تعرف توبتهم" إلى آخره، هذا بيان تفسير الزندقة بإبطان الكفر وإظهار الإسلام (١).

قوله: "فلا أرى أن يستتاب هؤلاء" أفاد أنه رأي له علّله بأنهم يظهرون خلاف ما يضمرون، فإظهارهم التوبة غير مقبول منهم.

وفي قوله: "فاقتلوه" بالفاء دليل على تعقيب القتل للتغيير بلا مهلة وانتظار استتابته.

قوله: "بما يثبت به" من إقرارهم أو شهادة عادلة.

قوله: "والأمر عندنا أنّ من خرج من الإِسلام إلى الردة أن يستتاب" فرّق مالك بين الزنادقة، وقد فسّرهم بما عرفت فقال: "لا يستتابون (٢) ولا تقبل لهم توبة"، وبين من ارتد من الإِسلام إلى الكفر فقال: "يستتاب", وللعلماء خلاف مبسوط في شروح الحديث وكتب


= وقال ثعلب: ليس في كلام العرب زنديق، وإنما يقال: زندقي لمن يكون شديد التحيل، وإذا أرادوا ما تريد العامة، قالوا: ملحد، ودهريٌّ.
"تهذيب اللغة" (٩/ ٤٠٠)، "الصحاح" (٤/ ٢٤٨٩).
وقال الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٢٧١)، والتحقيق ما ذكره من صنف في "الملل والنحل": أنَّ أصل الزندقة أتباع ويصان ثم ماني ثم مزدك.
وحاصل مقالتهم: أنّ النور والظلمة قديمان, أنَّهما امتزجا فحدث العالم كلُّه، وأنه يجب أن يسعى في تخليص النور من الظلمة، فيلزم إزهاق كل نفس، وكان بهرام جدُّ كسرى تحيَّل على ماني حتى حضر عنده وأظهر له أنه قبل مقالته، ثم قتله وقتل أصحابه، وبقيت منهم بقايا اتبعوا مزدك المذكور.
"الملل والنحل" (١/ ٢٩٦ - ٢٩٨).
(١) وهو جماعة من الشافعية. "روضة الطالبين" (١٠/ ٧٥).
(٢) وقد ذهب الشافعي إلى أنّه يستتاب الزنديق كما يستتاب غيره "المهذب" (٥/ ٢٠٠)، "البيان" للعمراني (١٢/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>