للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ردغة الخبال" بفتح الراء ودال مهملة وغين معجمة، والخبال بفتح الخاء المعجمة فموحدة. قال ابن الأثير (١): عصارة أهل النار، قال: والردغة بفتح الدال وسكونها الماء والطين.

قوله: "حتى يخرج مما قال" أي: في المؤمن وخروجه عنه بعد الموت لا يتم؛ لأنه لا يخرج إلا بالتوبة، ولا توبة بعد الموت، فليس إلا العذاب كما يشاءه الله أو عفو المؤمن عنه.

واعلم أن حديث أبي داود عن يحيى بن [] (٢) راشد انتهى إلى هنا، وأما قوله: "ومن أعان على خصومة بظلم فقد جاء بغضب من الله"، فليس من رواية يحيى بن راشد، بل أخرجها أبو داود (٣) رواية منفصلة من طريق أخرى عن نافع عن ابن عمر، إلا أن في هذه الطريق كما قال المنذري (٤) مطر بن طهمان الوراق، وقد ضعفه غير واحد، وفيه أيضاً المثنى بن يزيد، وهو مجهول، انتهى كلام المنذري (٥).

وهو كما قال، فالعجب من سياق المصنف للروايتين وخلط المضعفة بالصحيحة، وما كان يحسن ذلك، فهو نوع من الغش فإنه صريح في أن هذه الزيادة من رواية يحيى بن راشد، وليست من روايته، بل عن نافع عن ابن عمر، وأما ابن الأثير في "الجامع" (٦) فإنه ساق في الأولى إلى قوله: "مما قال" ثم قال: "زاد في رواية: "ومن أعان" إلى آخر الحديث، ثم قال:


(١) في "غريب الجامع" (٣/ ٦٠٠).
(٢) في (أ. ب) زيادة أبي وهو خطأ، وانظر ما تقدم.
(٣) في "السنن" رقم (٣٥٩٨). وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٣٢٠).
وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(٤) في مختصره (٥/ ٢١٦).
(٥) في "مختصر السنن" (٥/ ٢١٦).
(٦) (٣/ ٥٩٧ - ٥٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>