للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آثر الزوج ذلك وطلبه وحرص عليه زالت المفسدة التي لأجلها سقطت الحضانة، والمقتضى قائم فيترتب عليه أثره.

قوله: "وقضى بها [٢٩٦ ب] لجعفر" تسامح وإلا فالقضاء بها للخالة، ولذا قال "الخالة بمنزلة الأم".

[كتاب: الحسد]

في "التعريفات" (١) أنه: تمني زوال النعمة عن مستحقٍ لها، ويُقال: ظلم ذي النّعمة بتمني زوالها عنه وصيرورتها إلى الحاسد.

١ - عَنِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ الله الحِكْمَةَ, فَهْوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله مَالاً فَسُلِّطَهُ عَلَى هَلكَتِهِ فِي الحَقِّ". أخرجه الشيخان (٢). [صحيح].

قوله: "في حديث ابن مسعود لا حسد" المراد بالحسد (٣) هنا المنافسة، والفرق بين الحسد والمنافسة، أن المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تشاهده من غيرك فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه فهو من شرف النفس وعلو الهمة وكبر القدر وطلب المعالي.


(١) قاله المناوي في التوقيف على مهمّات التعاريف (ص ٢٧٨).
وانظر: "التعريفات" للجرجاني (ص ٩٢).
(٢) البخاري في "صحيحه" رقم (٧٣، ١٤٠٩، ٧١٤١، ٧٣١٦) ومسلم في "صحيحه" رقم (٨١٦).
(٣) قال الحافظ في "فتح الباري" (١/ ١٦٧): وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازاً، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه, والحرص على هذا يسمى منافسة، فإن كان في الطاعة فهو محمود، ومنه {فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (٢٦)}، وإن كان في المعصية فهو مذموم، ومنه "لا تنافسوا" وإن كان في الجائزات فهو مباح.

<<  <  ج: ص:  >  >>