للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَميِمٍ"، قَالُوا: قَبِلْنَا يَا رَسُولَ الله، ثُمَّ قَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهُ فِي الدِّيْنِ، وَلْنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلَ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ؟ قَالَ: "كَانَ الله تَعَالَى وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ". أخرجه البخاري (١) والترمذي (٢). [صحيح].

قوله: "في حديث [٢٣٧/ أ] عمران بن حصين اقبلوا البشرى" بضم أوله وسكون المعجمة والقصر أي: اقبلوا مني ما يقتضي أن تبشروا إذا أخذتم بالجنة، كالتفقه في الدين والعمل به.

قوله: "فقالوا بشرتنا [٣١٢ ب] فأعطنا" قائل ذلك الأقرع بن حابس، وتغير وجهه - صلى الله عليه وسلم -، إمّا للإشفاق عليهم كيف آثروا الدنيا، وإما لكونه لم يحضره ما يعطيهم يتألفهم (٣).

قوله: "عن هذا الأمر" أي: الحاضر الموجود (٤)، والأمر يطلق ويراد به المأمور، ويراد به الشأن والحكم والحث على الفعل [و] (٥) غير ذلك.

قوله: "كان الله ولم يكن شيء قَبْلَه" فيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما، غذ كل ذلك غير الله، ويكون معنى قوله "وكان عرشه على الماء" أنه خلق الماء سابقاً، ثم خلق العرش على الماء، وفيه دليل لمن قال إن أول ما خلق الله الماء، وأوجد منه سائر الأجرام.


(١) في "صحيحه" رقم (٣١٩٠٥) وأطرافه (٣١٩١، ٤٣٦٥، ٤٣٨٦، ٧٤١٨).
(٢) في "السنن" رقم (٣٩٥١).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٢٨٨).
(٤) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (٦/ ٢٨٩).
(٥) زيادة من (أ. ب) غير موجودة في "فتح الباري".

<<  <  ج: ص:  >  >>