للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الذي (١) يصمد إليه في الحوائج ويقصد إليه في الرغائب؛ إذ ينتهي إليه منتهى السُؤدد.


= ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٩٧٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - القدسي -: "كذبني ابن آدم ... وأما شتمه إياي؛ فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفواً أحد".
وقد اختلف في معنى الصمد على أقوال كثيرة، منها:
١ - قال مجاهد: "الصمد" المصمت الذي لا جوف له.
٢ - قال الحسن: "الصمد" الذي لا جوف له، وعن عكرمة مثله.
٣ - وقال الشعبي: "الصمد" الذي لا يطعم الطعام. وقال: الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب.
٤ - قال عكرمة: "الصمد" الذي لم يخرج منه شيء، ولم يلد ولم يولد.
وقال آخرون: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده.
وقال آخرون: بل هو الباقي الذي لا يفنى. كلها أخرجا ابن جرير بأسانيد صحيحة.
انظر ذلك مفصلاً في "مجموع فتاوى" (١٧/ ٢١٩ - ٢٢٥)، "جامع البيان" (٣٠/ ٢٢٠ - ٢٢٥).
وقال أبو عبيدة: "الله الصمد" هو الذي يُصمد إليه، ليس فوقه أحد.
والعرب كذلك تسمي أشرافها.
"مجاز القرآن" (٢/ ٣١٦).
وقال الزجاج في "تفسيره لأسماء الله" (ص ٥٨): وأصحُّه أنه السيد المصمود إليه في الحوائج.
وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٥٨): "الصمد" هو السيد الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد في الحوائج والنوازل، وأصل الصمد: القصد، ويقال للرجل: اصمد صَمْدَ فلان، أي: اقصد قصده، وجاء في التفسير: أن الصمد الذي قد انتهى سؤدده.
وقيل: الصمد: الدائم.
وقيل: الباقي بعد فناء الخلق.
وأصح هذه الوجوه ما شهد له معنى الاشتقاق، والله أعلم.
(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>