للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أنت نور السماوات والأرض" (١) أنت نورهما بك يهتدي بمن فيهما. وقيل: المعنى أنت المنزه عن كل عيب، وقيل: هو اسم مدح، يقال: فلان نور البيت (٢)، أي: مزينه.

قوله: "أنت الحق" (٣) أي: المتحقق الوجود الثابت بلا شك فيه. [٢١ ب].

قال القرطبي (٤): وهذا الوصف خاص به تعالى بالحقيقة (٥) لا ينبغي لغيره، إذ وجوده لذاته، فلم يسبقه عدم، ولا يلحقه عدم، بخلاف غيره.

وقوله: "وعدك الحق" أي: الثابت الذي لا يُخلف، وإطلاق الحق على ما ذكر من الأمور بمعنى أنه مما يجب أن تصدق به، وكرر لفظه للتأكيد.

قوله: "لك أسلمت" انقدت. "وبك آمنت" صدقت. "وإليك أنبت" رجعت في تدبير أمري.

قوله: "خاصمت" جادلت بما أعطيتني من البرهان.


(١) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ٥٤ - ٥٥): أنت قيام السماوات والأرض، وفي الرواية الثانية: "قيم" قال العلماء: من صفاته القيَّام والقيم كما صرح به هذا الحديث، والقيوم بنص القرآن وقائم.
قال الهروي: ويقال: قوّام. قال ابن عباس: القيوم: الذي لا يزول. وقال غيره: هو القائم على كل شيء، ومعناه: مدبر أمر خلقه، وهما سائغان في تفسير الآية والحديث.
انظر: "تفسير غريب القرآن" (ص ٧)، "اشتقاق أسماء الله" (ص ١٠٥).
(٢) قال ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص ٤٥): "والنور يضاف إليه سبحانه على أحد الوجهين: إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله، فالأول كقوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: ٦٩] ... الآية، فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء ... ".
انظر: "مجموع الفتاوى" (٦/ ٣٧٤ - ٣٩٦)، "مختصر الصواعق المرسلة" (٢/ ١٩٢ - ٢٠٦).
(٣) تقدم شرحه فى أسماء الله الحسنى.
(٤) في "المفهم" (٢/ ٣٩٨).
(٥) في "المفهم" زيادة: "والخصوصية".

<<  <  ج: ص:  >  >>