كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

وطائفة, وقواه الغزالي في "الإحياء" (١) محتجاً بأن ظاهر الآية الإيجاب مطلقاً، وكذلك الأخبار، وإن الأخبار الدالة على الرخصة تحتمل التعميم, وتحتمل الاختصاص بالناسي، فكان حمله عليه أولى لتحري الأدلة كلها على ظاهرها، ويعذر الناسي دون العامد.

٤ - وعن ابن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَقْتلُ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّ إِلاَّ سَأَلَهُ الله تَعَالَى عَنْهَا". قِيلَ: وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: "يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلاَ يَقْطَعُ رَأْسَهَا وَيَرْمِي بِهَا". أخرجه النسائي (٢). [ضعيف]

٥ - وعن أبي واقد - رضي الله عنه - قال: قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المَدِينَةَ وَهُمْ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الغَنَمِ وَيَأْكُلُونَ ذلِكَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا قُطِعَ مِنَ البَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهُوَ مَيْتَةٌ لاَ يُؤْكَلُ". أخرجه أبو داود (٣) والترمذي (٤). [صحيح]

(١) (٢/ ٩٦ - ٩٧).
(٢) في "السنن" رقم (٤٣٤٩)، وهو حديث ضعيف.
وأخرجه أحمد في "المستدرك" (٢/ ١٦٦)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٣١٦)، والبيهقي في "الشعب" رقم (١١٠٧٥)، وفي "السنن الكبرى" (٩/ ٢٧٩)، والدارمي (٢/ ٨٤)، والبغوي رقم (٢٧٨٧)، والحميدي رقم (٥٨٧)، والشافعي في مسنده (٢/ ١٧١ - ١٧٢ رقم ٥٩٨ - ترتيب).
(٣) في "السنن" رقم (٢٨٥٨).
(٤) في "السنن" رقم (١٤٨٠) وقال: حسن غريب. لا نعرفه إلا من حديث زيد ين أسلم.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (٢/ ٦٣٢)، والدارمي رقم (٢٠٦١) , وابن الجارود رقم (٨٧٦)، والطحاوي في "مشكل الآثار" رقم (١٥٧٢)، والطبراني في "الكبير" رقم (٣٣٠٤)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٦٠٨)، والدارقطني (٤/ ٢٩٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٩) من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال عبد الصمد في حديثه: حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي به.
وهو حديث صحيح.