كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

٢ - وعن معاذ - رضي الله عنه - قال: "أَمَرَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى اليَمَنِ أَنْ آخُذَ مِمَّا سَقَتِ السَّمَاءُ العُشْرَ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالدَّوَالِي نِصْفَ العُشْرِ". أخرجه النسائي (١). [سنده حسن].

٣ - وعن عتاب بن أسيد - رضي الله عنه - قال: "أَمَرَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَخْرُصَ العِنَبَ كَمَا نَخْرُصُ النَّخْلَ، وَنَأْخُذَ زَكاتَهُ زَبِيباً كَمَا نَأْخُذُ صَدَقَةَ النَّخْلِ تَمْراً". أخرجه أصحاب السنن (٢). [ضعيف]

"الخَرْص" الحَزْرُ. قال الترمذي (٣): والخرص أن يَنْظُرَ من يُبْصِرُ ذلك فيقول: يخرج من هذا الزبيب كذا وكذا، ومن التمر كذا وكذا [فيُجْعَلُ] (٤) عليهم. أو يَنْظُرَ مَبْلغَ العُشْرِ من ذلك فَيُثْبِتُهُ عليهم ثم يخلي بينهم وبين الثَّمَارِ فيصنعون ما أحبوا. [فإذا] (٥) أدْرَكَتِ الثمار أخَذَ مِنْهُمُ العشر.

وقال أبو داود (٦): "الخَارِصُ" يدع الثلث لِلْخُرْفِةِ قال: وكذا قال يحيى القَطَّانُ.

(١) في "السنن" رقم (٢٤٩٠) بسند حسن.
(٢) أخرجه أبو داود رقم (١٦٠٣)، والترمذي رقم (٦٤٤)، وابن ماجه رقم (١٨١٩)، والنسائي رقم (٢٦١٨).
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/ ٣٩)، والدارقطني (٢/ ١٣٤ رقم ٢٤)، والشافعي رقم (٦٦١ - ترتيب)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ١٢٢) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قلت: هذا الحديث منقطع؛ لأن عتاباً توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -. ومولد سعيد بن المسيب في خلافة عمر. "مختصر السنن" لابن المنذر (٢/ ٢١١).
وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(٣) في "السنن" (٣/ ٣٦).
(٤) كذا في (أ. ب)، والذي في "السنن": "فيُحصى".
(٥) في (أ. ب): "فإن"، وما أثبتناه من "سنن الترمذي".
(٦) في "السنن" (٢/ ٢٦٠).