للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج عنها (١): "ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض"، وأخرج عنها (٢): "ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خبز وزيت [٢٠٣ ب] في يوم واحد مرتين" والأحاديث في معنى ما ذكر واسعة.

قال الطبري (٣): واستشكل بعض الناس كون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا يطوون الأيام جوعاً، مع ما ثبت أنّه كان يرفع لأهله قوت سنته، وأنّه قسم بين أربعة أنفس ألف بعير مما أفاء الله عليه، وأنّه ساق في عمرته مائة بَدنة فنحرها وأطعمها المساكين، وأنّه أمر الأعرابي بقطيع من الغنم، وغير ذلك مع من كان معه من أصحاب الأموال، كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة وغيرهم، مع بذلهم أنفسهم وأموالهم بين يديه وغير ذلك.

والجواب (٤): أنّ ذلك كان منهم في حالة دون حالة، لا لعوز وضيق، بل تارة للإيثار وتارة لكراهة الشبع ولكثرة الأكل.

قال ابن حجر في "الفتح" (٥): والحق أنّ الكثير منهم كانوا في حال ضيق قبل الهجرة، حيث كانوا بمكة ثم لما هاجروا إلى المدينة كان أكثرهم كذلك، فواساهم الأنصار بالمنازل [والمتاع] (٦).

فلما فتحت لهم النضير وما بعدها، ردوا عليهم منائحهم، نعم كان [٣٥٢/ أ]- صلى الله عليه وسلم - يختار ذلك مع إمكان حصول التوسع والتبسط في الدنيا.


(١) أي: مسلم في "صحيحه" رقم (٢٢/ ٢٩٧٠).
(٢) أي: مسلم في "صحيحه" رقم (٢٩/ ٢٩٧٤).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (١١/ ٢٩١).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (١١/ ٢٩١).
(٥) (١١/ ٢٩٢).
(٦) كذا في (أ. ب)، والذي في "الفتح" و"المنائح".

<<  <  ج: ص:  >  >>