للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ما أعلم" أي: من الآفات. وفيه النهي (١) عن سفر الإنسان وحده؛ لأنه يتعرض لإصابته بالآفات.

٣ - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ". أخرجه مالك (٢) وأبو داود (٣) والترمذي (٤). [حسن]

قوله في حديث عمرو بن شعيب: "الراكب شيطان" أقول: يعني أن الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان، أو [يبقى] (٥) يحمله عليه الشيطان، وكذلك الراكبان، وهو حث على اجتماع الرفقة في [٣٦٤/ أ] السفر. وعن عمر أنه قال في رجل سافر وحده: [أرأيتم] (٦) إن مات من أسأل عنه؟

قال الطبري: هذا الزجر زجر أدب وإرشاد، لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة وليس بحرام، فالسائر وحده في فلاة، وكذا البايت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش لا سيما إذا كان ذا فكرة ردية وقلب ضعيف، والناس يتفاوتون في ذلك، فيحتمل أن يكون الزجر وقع عن ذلك لحسم المادة، فلا يتناول ما إذا وقعت الحاجة إلى ذلك.


(١) انظر: "فتح الباري" (٦/ ١٣٨).
(٢) في "الموطأ" (٢/ ٩٧٨ رقم ٣٥).
(٣) في "السنن" رقم (٢٦٠٧).
(٤) في "السنن" رقم (١٦٧٤).
وأخرجه الحاكم (٢/ ١٠٢)، والنسائي في "الكبرى" رقم (٨٨٤٩).
وهو حديث حسن.
(٥) زيادة من (أ).
(٦) في (أ) مكررة.

<<  <  ج: ص:  >  >>