للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في حديث ابن عمر: "يضمر [الخيل] (١) " أقول: المراد يأمر بالخيل تضمر، وهو بضم حرف المضارعة وسكون الضاد المعجمة وتشديد الميم.

والتضمير: أن تعلف الخيل حتى تسمن وتقوي، ثم يقلل علفها، فلا تعلف إلا قوتاً، وتدخل بيتاً وتغشى بالجلال حتى تحمى وتعرق، ويخف عرقها فيخف لحمها وتقوى على الجري (٢).

وقوله: "سابق بها" بيان لعلة الأمر بالتضمير. وفيه جواز تضمير الخيل لما فيه من المصلحة ومن القوة على الجري.

قوله في حديث ابن عمر: "فضل القُرَّح" بضم القاف وتشديد الراء، آخره حاء مهملة جمع قارح وهو من الخيل، ما كان ابن خمس سنين (٣) فأكثر، وهو أشد قوة مما هو أصغر منه سناً.

ويقال في نظيره من الإبل: بازل (٤).

قال الخطابي (٥): لا يضمر من الخيل إلا القرح دون غيرها.


(١) في (أ): "بالخيل".
(٢) "الصحاح" للجوهري (٢/ ٧٢٢)، "الفائق" للزمخشري (٢/ ٣٤٧).
(٣) قال الخطابي في "معالم السنن" (٣/ ٦٥): القُرَّح بضم القاف وفتح الراء مشددة: جمع قارح وهو من الخيل الذي دخل في السنة الخامسة.
انظر: "النهاية" (٢/ ٤٣٣ - ٤٣٤).
(٤) قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ١٣١): البازل من الإبل الذي تم ثماني سنين ودخل في التاسعة, وحينئذ يطلع نابه، وتكمل قوته، ثم يقال له بعد ذلك بازل عام وبازل عامين.
(٥) في "معالم السنن" (٣/ ٦٥ - ٦٦ - مع السنن).

<<  <  ج: ص:  >  >>