للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم (١) بقوله: "فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء" وهو بفتح الواو فموحدة, ممدود مقصور، مرض عام، وإيكاء السقاء: شده, يقال: أوكيت السقاء أوكيه إيكاءً إذا شددته.

قوله: "في كانون الأول" أقول: وهو ثلاث: الشولة والنعايم والبلدة.

قوله: "تعرض" (٢) أقول: بفتح المثناة الفوقية، وضم الراء، يجعله عليه بعرضه. ورواه أبو عبيد (٣) بكسر الراء، والصحيح الأول.

وللتغطية فائدتان: صيانته من الشيطان؛ لأنه لا يكشف غطاء، ولا يحل سقاء.

وصيانته من الوباء الذي ينزل ليلة في السنة، ومن النجاسات والأقذار والحشرات والهوام، فربما يقع شيء منها فيشربه وهو غافل أو في الليل.

قوله: "ولمسلم (٤) عن عبد بن حميد" أقول: عرفت أن الأمر بالتغطية عام فيتمسك بعمومه, وهذا التخصيص ليس في اللفظ ما يدل عليه. والمختار عند الأكثر من الأصوليين أنه لا يخص (٥) العام بمذهب الراوي إذا كان خلاف ظاهر اللفظ, ولا يكون حجة، ولا يلزم غيره من المجتهدين موافقته، وأما إذا كان اللفظ مجملاً فإنه يرجع إلى بيانه وتفسيره؛ لأنه إذا كان مجملاً لا يحل له حمله على شيء إلا بتوقيف.

[الفصل السادس: في أحاديث متفرقة]

١ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُسْتَعذَبُ لَهُ المَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا.


(١) في صحيحه رقم (٢٠١٤)، وقد تقدم.
(٢) انظر: "النهاية" (٢/ ١٨٨).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٧٢).
(٤) في صحيحه رقم (٩٣/ ٢٠١٠).
(٥) انظر: "إرشاد الفحول" (ص ٥٣٣) بتحقيقي، "البحر المحيط" (٣/ ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>