للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النووي (١): المعروف أنه يخص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين (٢)، وعزاه عياض (٣) لأهل السنة.

وقال بعضهم (٤): يجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.

قوله: "ما تقدم من ذنبه" زاد فيه عن سفيان عند النسائي (٥): "وما تأخر"، ورواها آخرون أيضاً من أئمة الحديث.

قال الحافظ ابن حجر (٦): وقد ورد في غفران ما تقدم من الذنوب وما تأخر عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد.

وقد استشكلت (٧) هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يُغفر، والمتأخر من الذنوب لم يأت، فكيف يغفر؟

وأجيب: بأنه كناية عن حفظهم من الكبائر، فلا يقع منهم كبيرة بعد ذلك، نظير ما قيل في حديث أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" (٨) وبه أجيب عن حديث صيام


(١) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٦/ ٤٠).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٥١).
(٣) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٣/ ١١٥ - ١١٦).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٥١)، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٤٩٦)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (٥/ ١٥١ رقم ٢٢٢).
(٥) في "السنن الكبرى" (٣/ ١٢٧ رقم ٢٥٢٣).
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٧/ ١٠٥)، وزيادة "وما تأخر" زيادة منكرة، والله أعلم.
(٦) في "الفتح" (٤/ ٢٥٢).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٥٢).
(٨) أخرجه البخاري رقم (٣٠٠٧)، ومسلم رقم (٢٤٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>