للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وصله الله" بإعطائه ما يرجوه, قال ابن أبي جمرة (١): الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه.

"ومن قطعني قطعه الله" يحتمل أنه دعاء، وأنه إخبار، وقد عدوا قطع الرحم من الكبائر كما بينه ابن حجر (٢) الهيتمي في "الزواجر".

وقوله: "تقول" في "الفتح" (٣): يحتمل أن يكون بلسان الحال أو بلسان المقال قولان مشهوران، والثاني أرجح، وعلى الثاني: فهل تتكلم كما هي أو يخلق الله لها حياة وعقلاً عند كلامها؟ قولان مشهوران، والأول أرجح لصلاحية القدرة العامة لذلك، وفيه تعظيم حق الرحم، وأنَّ قطعها من العظائم.

قوله: "أخرجه الشيخان".

الثاني: حديث أبي هريرة:

٢ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ الله تَعَالَى فِي رِزْقِهِ, وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ, فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". أخرجه البخاري (٤) والترمذي (٥). [صحيح]

قوله: "من سرّه أن يبسط له في رزقه" في حديث أنس (٦): "من أحب أن يتوسع عليه فيه".


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٤١٨).
(٢) في كتاب "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (٢/ ١٦٦ - الكبيرة الثالثة بعد الثلاثمائة - قطع الرحم).
(٣) (١٠/ ٤١٧) من قول ابن أبي جمرة.
وانظر: "شرح صحيح مسلم" (١٥/ ١١٣).
(٤) في "صحيحه" رقم (٥٩٨٥).
(٥) في "السنن" رقم (١٩٧٩). وهو حديث صحيح.
(٦) أخرجه البخاري رقم (٥٩٨٦)، ومسلم رقم (٢٥٥٧)، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>