للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَسْكَنُكَ؟ قَالَ بِحَرَّةِ النَّارِ. قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ لَظًى. قَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احْتَرَقُوا. قَالَ فَكَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -. أخرجه مالك (١). [إسناده ضعيف منقطع].

قوله: "أن عمر":

أقول: هذا منقطع؛ لأنَّ يحيى لم يدرك عمر، ولم يصله ابن عبد البر، بل ساقه, ثم قال: قال أبو عمر - يريد نفسه -: لا أدري ما أقول في هذا، إلا أنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "سيكون بعدي محدّثون فإن يكن فعمر منهم" (٢).

وقال علي - عليه السلام -: "ما كنا نبعد أنَّ السكينة تنطق على لسان عمر" (٣) وقد وافق رأيه وظنه نزول تحريم الخمر (٤).


(١) في "الموطأ" (٢/ ٩٧٣) وهو منقطع. وصله أبو القاسم بن بشران في فوائده من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر.
(٢) أخرجه البخاري رقم (٣٤٦٩) و (٣٦٨٩) ومسلم رقم (٢٣/ ٢٣٩٨) من حديث أبي هريرة.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١١/ ٢٢٢) ومن طريقه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (١/ ٣٥٨) بسند حسن.
(٤) أخرج أحمد (١/ ٣٦ - ٣٧) والبخاري رقم (٤٤٨٣) و (٤٧٩٠) عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث - أو وافقني ربي في ثلاث - قلت: يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فأنزل الله: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} قلت: يا رسول الله! إنه يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني معاتبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه، قال: فاستقريتُ أمهات المؤمنين، فدخلت عليهن فجعلت أستقريهن واحدة واحدة, والله لئن انتهيتن وإلا ليبدلن الله رسوله خيراً منكن، قال: فأتيتُ على بعض نسائه، قالت: يا عمرُ! أما في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظ نساء حتى تكون أنت تعظهن؟ فأنزل الله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}، وهو حديث صحيح.
• وعن أبي ميسرة قال: إن عمر كان حريصاً على تحريم الخمر، فكان يقول: اللهم! بين لنا في الخمر فإنها تذهب المال والعقل، فنزل قوله تعالى في سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا =

<<  <  ج: ص:  >  >>