للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومراد الخطابي: أنّ المحرم من الظن ما يصر صاحبه عليه ويستمر في قلبه دون ما يعرضَّ في القلب ولا يستقر، فهذا لا تكليف به، انتهى.

قلت: لا ريب أنّ الله تعالى قد تعبد بالظن والعمل به والمراد به ما ثبت له إمارة يصير بها أحد الطرفين راجحاً، وقد يطلق الظن على الشك، ولعله المراد في الحديث، فإنّ ظنون المجتهدين معلوم تعبد العباد بها.

قوله: "ولا تجسسوا" بالجيم، الفحص عن أخبار غيرك، والتحسس بالمهملة أن تستمع الأخبار بنفسك، ذكره السهيلي.

وفي "النهاية" (١): "التجسس" بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء: الاستماع، وبه فسره المصنف كما يأتي.

وفي "النهاية" (٢): أنه بالجيم: التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر، والجاسوس [١١٦ ب] صاحب سر الشر، والناموس صاحب سر الخير.

والنهي عنه (٣)؛ لأنّ الشخص يتبع به خاطر التهمة، فيريد أن يتحقق فيتجسس ويبحث ويتسمع فنهى عن ذلك، وقد قال تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} (٤).

قوله: "ولا تنافسوا" المنافسة على الشيء المغالبة عليه.


(١) (١/ ٢٦٦) حيث قال: التجسس بالجيم: التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر.
(٢) (١/ ٢٦٦).
(٣) قاله الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٤٨١).
(٤) سورة الحجرات الآية: (١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>