للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وفي أخرى لهما (١) والنسائي (٢): "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ". [صحيح]

قوله: "وفي أخرى لهما" أي: الشيخين.

"وللنسائي: إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات" أي: بعد استنشاقه؛ لأنه فرع عنه كما عرفت.

"فإن الشيطان يبيت على خياشيمه" التعليل دال على وجوب هذا الاستنثار عند القيام من النوم، سواء توضأ أم لا.

إلا في رواية النسائي (٣): "إذا استيقظ أحدكم من منامه، فلتوضأ وليستنثر، فإن الشيطان ... " الحديث، قال القاضي عياض (٤): يحتمل أنه يبيت فيها على الحقيقة، فإن الأنف أحد منافذه في الجسم التي يتوصل بها إلى القلب، وليس من منافذ الجسم ما ليس عليه غلق سواه وسوى الأذنين.

قلت: وهذا الاحتمال هو المتعين، لا حملة على المجاز، وهذا التعليل دال على وجوب (٥) الانتثار ثلاثاً.

الثاني: حديث (عبد الله بن زيد - رضي الله عنه -):

٢ - وعن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا.


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٣٢٩٥)، ومسلم رقم (٢٣/ ٢٣٨).
(٢) في "السنن" رقم (٩٠).
(٣) في "السنن" رقم (٩٠).
(٤) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٢/ ٣١).
(٥) انظر: "فتح الباري" (٦/ ٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>