للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه" أي: لأجل طلبه، وفيه أنه يبحث (١) عمَّا ضاع من الأموال، فإنه نهي عن إضاعة المال وهذا منه.

"وأقام [٣١٩ ب] الناس معه, وليسوا على ماء" في محل الإقامة.

"وليس معهم ماء" كأنّ المراد للوضوء، وأمّا ما يحتاجون إليه للشرب ونحوه, فهو معهم.

"فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعت عائشة؟ " فيه شكوى المرأة إلى أبيها، وإن كان معها زوج.

وقولها: "فعاتبني أبو بكر وقال: ما شاء الله أن يقول" قال الطبراني (٢): من جملة ما عاتبها به قوله: "في كل مرة تكونين عناءً".

قيل: والنكتة (٣) في قولها: "أبو بكر" ولم تقل "أبي"؛ لأن قضية الأبوة الحنو، وما وقع من العتاب بالقول، والتأديب بالفعل، مغاير لذلك في الظاهر، فلذلك نزلته منزلة الأجنبي، فلم تقل أبي.

"وجعل يطعُن" بضم العين المهملة، وكذا في كل ما هو حسِّي، وأما المعنوي فالفتح هذا هو المشهور.

"بيده في خاصرتي، فما يمنعني من التحرك إلاَّ مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فخذي" وإلاّ فقد حصل مقتضى التحرك، لكنه عارضه المانع.

"فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء" استدل به (٤) على أنه لا يجب طلب الماء إلا بعد دخول الوقت.


(١) انظر: "فتح الباري" (١/ ٤٣٣).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٤٣٣).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٤٣٣).
(٤) انظره نصاً في "فتح الباري" (١/ ٤٣٣ - ٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>