للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن المؤمن ليشرب في معي" في "القاموس" (١): المعي بالفتح وكإلى من أعفاج البطن، وقد يؤنث، جمعه: أمعاء.

وقال (٢) في الجيم مع الفاء: العفج وبالكسر وبالتحريك، وككتف ما ينتقل الطعام إليه بعد المعدة جَمْعَهُ: أعفاج. انتهى.

"واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء" قال الحافظ ابن حجر (٣): اختلف في معنى الحديث فقيل: ليس المراد به ظاهره وإنما هو مثل ضرب للمؤمن، وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها، فكأن المؤمن لتقلله من الدنيا يأكل في معي واحد، والكافر لشدة رغبته فيها والاستكثار منها يأكل في سبعة، وليس المراد حقيقة الإمعاء ولا خصوص الأكل، وإنما المراد: التقلل من الدنيا وعدم الاستكثار منها، فكأنه عبّر عن تناول الدنيا بالأكل، وعن الاستكثار من ذلك بالأمعاء.

ووجه العلاقة ظاهر وكلام المصنف قريب منه, ثم سرد عدة أقوال في معنى الحديث.

وأما الأمعاء السبعة فذكر عياض (٤) عن أهل التشريح أنّ أمعاء الإنسان سبعة: المعدة ثم ثلاثة أمعاء بعدها متصلة بها التواب، ثم الصايم، ثم الرقيق، [والثلاثة] (٥) الأعور والقولون والمستقيم وكلها غلاظ، فيكون المعنى أن الكافر لكونه يأكل بشره لا يشبعه إلاّ ملء أمعاءه السبعة، والمؤمن يشبع ملء معاء واحداً. انتهى.

قوله: "أخرجه الثلاثة والترمذي".


(١) "القاموس المحيط" (ص ١٧٢١).
(٢) الفيروز آبادي في "القاموس المحيط" (ص ٢٥٤).
(٣) في "فتح الباري" (٩/ ٥٣٨).
(٤) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٦/ ٥٥٧).
(٥) كذا في "المخطوط" والذي في "إكمال المعلم": وهي كلها رقائق، ثم ثلاثة غلاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>