للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح"

قلت: أبو قيس مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو حاتم، واختلف فيه قول أحمد.

وهزيل وثقه ابن سعد وغير واحد، فالإسناد حسن.

لكنه أعلَّ بانفراد أبي قيس به عن هزيل عن المغيرة في المسح على الجوربين والنعلين، فخالف بذلك جميع من روى الحديث عن المغيرة فإنهم قالوا فيه: مسح على الخفين.

قال مسلم: هذا خبر ليس بمحفوظ المتن فقد رواه جماعة عن المغيرة فقالوا: مسح على خفيه، فكل هؤلاء قد اتفقدا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل. ومن خالف خلاف بعض هؤلاء بين لأهل الفهم من الحفظ في نقل هذا الخبر، وتحمل ذلك. والحمل فيه على أبي قيس أشبه، وبه أولى منه بهزيل لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخباراً غير هذا الخبر، سنذكرها في مواضعها إن شاء الله.

فأما في خبر المغيرة في المسح فقال ابن المبارك: عرضت هذا الحديث على الثوري فقال: لم يجيء به غيره، فعسى أن يكون وهماً" (١).

وقال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي (٢) لا يحدث بهذا الحديث لأن المعروف عن المغيرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين"

وقال النسائي: ما نعلم أنّ أحداً تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين"

وقال المفضل بن غسان: سألت ابن معين عن هذا الحديث فقال: الناس كلهم يروونه على الخفين غير أبي قيس" (٣)

وقال علي بن المديني: حديث المغيرة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنّه قال: ومسح على الجوربين، وخالف الناس" (٣)


(١) قال أبو محمد يحيى بن منصور: رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الخبر وقال: أبو قيس وهزيل لا يحتملان هذا مع مخالقهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة فقالوا: مسح على الخفين. وقال: لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس وهزيل" سنن البيهقي ١/ ٢٨٤
(٢) قال أبو قدامة السرخسي: قال عبد الرحمن بن مهدي لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك، فقال سفيان: الحديث ضعيف أو واه أو كلمة نحرها" سنن البيهقي ١/ ٢٨٤
(٣) سنن البيهقي ١/ ٢٨٤

<<  <  ج: ص:  >  >>