للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ربيع بن مرارة، وهو مقلوب. وذكر في هذا المرسل أنَّ سبب تخلفه أنه كان له حائط حين زهي فقال في نفسه: قد غزوت قبلها فلو أقمت عامي هذا، فلما تذكر ذنبه قال: اللهم إني أشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك، وفيه أنَّ الآخر -يعني هلالاً- كان له أهل تفرقوا ثم اجتمعوا فقال: لو أقمت هذا العام عندهم، فلما تذكر قال: اللهم لك عليَّ أن لا أرجع إلى أهل ولا مال" (١)

حديث مجمع أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (٤/ ٣٠٩) عنه قال: الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربعي.

وحديث الحسن أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠٠٨٦) عن أبيه ثنا موسى بن إسماعيل ثنا مبارك قال: سمعت الحسن يقول: لما غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبوك تخلف كعب بن مالك وهلال بن أمية وربيع بن مرارة أو مرارة بن الربيع، قال: أما أحدهم فكان له حائط حين زها قد فشت فيه العمرة والصفرة، قال: قد غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلو أقمت عامي هذا في هذا الحائط فأصبت منه، فلما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه دخل حائطه فقال: ما خلفني عن رسول الله وما استبق المؤمنون من الجهاد في سبيل الله إلا ضن بك أيها الحائط، اللهم إني أشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك.

وأما الآخر فكان قد تفرق عنه من أهله ناس واجتمعوا له فقال: قد غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغزوت، فلو أني أقمت العام في أهلي، فلما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قال: ما خلفني عن رسول الله وما استبق إليه المؤمنون في الجهاد في سبيل الله إلا ضن بكم أيها الأهل، اللهم إنَّ لك عليَّ ألا أرجع إلى أهلي ومالي حتى أعلم ما تقضي في، وأما الآخر فقال: اللهم إن لك عليَّ أن تقطع نفسي أو ألحق بالقوم.

فأنزل الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: ١١٧] إلى قوله: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا} [التوبة: ١١٨] الآية.

وإسناده إلى الحسن البصري حسن، مبارك هو ابن فضالة صدوق يدلس، وقد صرح بالسماع من الحسن فانتفى التدليس، وأبو حاتم وموسى بن إسماعيل التَّبوذكي ثقتان.

٩١٩ - (٥٧١٣) قال الحافظ: قالت عائشة: مسروراً تَبْرُقُ أساريرُ وجهه" (٢)

أخرجه البخاري (فتح ١٥/ ٥٩)


(١) ٩/ ١٨١
(٢) ٩/ ١٨٦

<<  <  ج: ص:  >  >>