للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ} من النبوةِ، وتقدَّم الكلامُ على تغليظِ اللامِ من اسمِ الله في قوله (رُسُلُ اللهِ) وشبهِه في أولِ سورةِ الفاتحةِ، ثم استأنفَ منكِرًا أنهم لا يصلُحون للرسالة فقالَ:

{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} قرأ ابنُ كثيرٍ، وحفصٌ: (رِسَالَتَهُ) بحذفِ الألفِ بعد اللام ونصبِ التاءِ على التوحيد، وقرأ الباقون: بالألف وكسر التاء على الجمع (١)؛ يعني: اللهُ أعلمُ بمن هو أحقُّ بالرسالةِ، ثم قال متهدِّدًا:

{سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} من الكفار.

{صَغَارٌ} أشدُّ الذلِّ.

{عِنْدَ اللَّهِ} في الآخرة.

{وَعَذَابٌ شَدِيدٌ} الأسرُ والقتلُ ثم النار.

{بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ} في الدنيا.

...

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (١٢٥)}.

[١٢٥] {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ} ينوِّرْ قلبَهُ ويفتحْهُ.

{لِلْإِسْلَامِ} فيتَّسعُ به، ويفسح فيه مجاله.


(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٠٦)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٦٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٣١٦).