للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} [يونس: ٩٩]، وشبهِه، وسيُذْكَر كلُّ شيءٍ في محلِّه إن شاءَ الله تعالى.

واختلف الآخذون بوجه الإدغام فيما إذا كان الأول مجزومًا، وذلك في قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ} [آل عمران: ٨٥]، و {يَخْلُ لَكُمْ} [يوسف: ٩]، و {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا} [غافر: ٢٨]، وكذلك اختلفوا في {آلَ لُوطٍ} [القمر: ٣٤]، وفي الواو إذا وقع قبلها ضمة، نحو: {هُوَ وَالَّذِينَ} [البقرة: ٢٤٩]، و {هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ} [آل عمران: ١٨]، واتَّفقوا على إظهارِ {يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: ٢٣] من أجل الإخفاء قبلُ. ومعنى المثلين: ما اتفقا مخرجًا وصفة، نحو: {فَاضْرِبْ بِهِ} [ص: ٤٤]، و {رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة: ١٦]، وشبهِه. والجنسين: ما اتفقا مخرجًا، واختلفا صفةً، نحو: {قَالَتْ طَائِفَةٌ} [الأحزاب: ١٣]، {أَثْقَلَتْ دَعَوَا} [الأعراف: ١٨٩]، وشبهه. والمتقاربين: ما تقاربا مخرجًا أو صفةً، نحو: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: ١٠٢]، و {خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} [النور: ٤٥]، وشبهه.

{يَوْمِ الدِّينِ} أي: الجزاء، ومنه قولُهم: كما تدينُ تُدان.

...

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)}.

[٥] {إِيَّاكَ} كلمة ضمير خُصَّت بالإضافة إلى المضمر، وتستعمل مقدَّمًا على الفعل، فيقالُ: إياكَ أعني، ولا تُستعمل مؤخَّرًا، ولا منفصلًا، فيقالُ: ما عنيتُ إلا إياك، وتقديمُها اهتمامًا، وشأنُ العرب تقديمُ الأهم.

{نَعْبُدُ} أي: نوحِّدك ونُطيعك خاضعين، والعبادةُ: الطاعةُ مع التذلُّل والخضوع، وسُمِّي العبدُ عبدًا؛ لذلَّته وانقياده.

{وَإِيَّاكَ} كرَّرها تأكيدًا للاختصاص.