للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكانت مساكنُهم الحِجْرَ بينَ المدينةِ الشريفةِ والشامِ، وكانوا عربًا يعبدونَ الأصنامَ.

{أَخَاهُمْ} أي: أرسلْنا إلى ثمودَ أخاهم في النَّسبِ لا في الدِّينِ.

{أَخَاهُمْ صَالِحًا} هو ابنُ عبيدِ بنِ أسفِ بنِ ماسحِ بنِ عبيدِ بن حاذرِ بنِ ثمودَ.

{قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} وبالغَ صالحٌ في الإنذارِ، وادَّعى (١) النبوةَ وقال: {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ} حجةٌ {مِنْ رَبِّكُمْ} على صِدْقي، فقالَ سيدُهم جُندعُ بنُ عمرٍو: تُخرِجُ لنا من هذهِ الصخرةِ ناقةً مُخْتَرِجَةً وَبْراءَ عُشَراءَ، والمخترجةُ: ما شاكلَتِ البخت من الإبل، فقال: إنَّ فعلتُ تؤمنوا؟ قالوا: نعم، فأخذَ مواثيقَهم على ذلك، فتمخَّضَتِ الصخرةُ عن ناقةٍ كما أرادوا، ثمّ نُتِجَتْ مثلَها في العِظَم.

{هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ} أضافها إلى الله على التفضيل؛ لأنّها جاءت من عندِه بلا وسائطَ (٢) وأسبابٍ معهودةٍ.

{لَكُمْ آيَةً} نصبٌ على الحالِ.

{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ} من المرعى {فِي أَرْضِ اللَّهِ}، فالأرضُ له، والناقةُ ناقته، لا اعتراضَ لكم عليها.

{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} بِعَقْرٍ وَلا ضَرْبٍ.

{فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فآمنَ جُندعُ ورهطُه.


(١) في "ن": "وادعاء".
(٢) في "ن": "بلا واسط".