للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ} قرأ هشامٌ عن ابنِ عامرٍ: (أَبْرَاهَامَ) بالألفِ (١).

{لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} بقوله: {لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} [الممتحنة: ٤] لأطلبنَّ مغفرتَكَ بالتوفيقِ للإيمانِ.

{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ} أي: ظهرَ لإبراهيمَ بطريقِ الوحيِ أن آزرَ.

{عَدُوٌّ لِلَّهِ} لموتِه على الكفرِ {تَبَرَّأَ مِنْهُ} أضربَ عن الاستغفارِ لأبيه في الدنيا.

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ} مُتَأَوِّهٌ تضرُّعًا {حَلِيمٌ} صفوحٌ عَمَّنْ نالَه بسوءٍ.

* * *

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١٥)}.

[١١٥] {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا} أي: ليسمِّيَهم ضُلَّالًا، ويؤاخذَهم مؤاخذَتَهم {بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ} للإسلامِ.

{حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} خطرَ ما يجبُ اتقاؤه، المعنى: ما كانَ ليحكمَ بضلالِ من استغفرَ للمشركينَ قبلَ النهيِ حتى يتبيَّنَ لهم ما يأتون، فإذا بَيَّنَ، ولم يأخذوا به بعدَ ذلكَ يستحقُّون الضلال.

{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فيعلمُ أمرَهم في الحالين.

* * *


(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٣٩)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٢٤٥)، و "معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٤٨).